كاسر بصلة على
منخاره بقلم الكاتب علي الشافعي
هذا مثل شامي يقال عندما يضطر الواحد منا
عمل شيء لا يرغب فيه , او الذهاب الى مكان فرض عليه فرضا. والمنخار ــ يا سادة ــ
هو (الانف) , يعني اذا طلبت منك زوجتك الذهاب الي السوق , او الى بيت اهلها , في وقت انت لست مستعدا لذلك , ولكن تضطر الى الذهاب خشية العقاب . فتذهب معها
مكشرا عابس الوجه . نقول عند ذلك: (كاسر
بصلة على منخاره ) . واذا طلبت منها ان تذهبا لزيارة صديق هي غير مرتاحة لزوجته ,
فتذهب متجهمة , على شفتيها ابتسامة جافة للمجاملة فقط . فنقول)كاسرة بصلة على منخارها ) . و
طبعا يتناسب حجم البصلة وعدد البصلات تناسبا طرديا مع المركز الاجتماعي للفرد,
فاذا اضطر مسؤول او رئيس بلدية للنزول الى الشارع في ليلة شديدة البرودة اثناء
منخفض قطبي , فيحمل مجرفة لتلتقط له صورة تزكيه امام رؤسائه وامام الناس . فيقف منتصبا على وجهه
ابتسامة صفراء لا تكاد تبين . نقول : (كاسر بصلتين على منخاره) . وذا انتدب وزير
احد كبار موظفيه لينوب عنه في حضور مؤتمر او احتفال , يحضر ويقف كعمود النور تقرأ في وجهه سورة عبس
وتولى , تسحب من فيه بعض الكلمات سحبا , وبعد التقاط الصور , يجلس قليلا ثم يغادر
قبل انتهاء الحفل . نقول : ( كاسر ثلاث بصلات على منخاره ). قبل سنوات عدة اقامت
مديرية التربية والتعليم احتفالا ومعرضا تعليميا بمناسبة عيد الاستقلال , وكنت احد
المشاركين مع مجموعة من طلبة الصف الرابع بفقرة اجازتها اللجنة المنظمة . المهم
استغرقت الاستعدادات والبروفات شهرين كاملين وعرفنا ان دولة رئيس الوزراء وبعض
الوزراء سيحضرون الاحتفال , وجاء اليوم الموعود ,وقيل لنا ان الاحتفال سيبدأ حوالي
الساعة الحادية عشرة , دخلنا المكان
الساعة التاسعة ثم استلم الامن الابواب , بعد ذلك لا داخل ولا خارج . بلغت الساعة
الحادية عشرة والثانية عشرة ولم يحضر احد , ومرت الساعات بطيئة وجاع الاطفال
المشاركون في الفقرات ثم شعروا بالنعاس فناموا على المقاعد . بعد ذلك اُخبرنا ان دولته مشغول , وانه انتدب احد اصحاب
المعالي الوزراء لينوب عنه , وفعلا حضر معاليه الساعة الخامسة , وفور بدء الاحتفال طُلِب من اللجنة
المنظمة ان يقتصر الحفل على كلمتين فقط , لان معاليه مشغول فألغيت الفقرات الفنية
التي تدرب عليها الطلاب طيلة شهرين كاملين .
ثم قيل لنا : استعدوا لعرض فقراتكم
فسيزور معاليه المعرض . فرح الطلبة
واستعدوا لعرض فقراتهم . واقسم لكم ان معاليه وقف على الباب فقط , وقيل لنا ان
معاليه قال : (الله يعطيكم العافية شباب ). طبعا نحن لم نر الا مجموعة من الرؤوس
على الباب لم نميزمعاليه من بينهم , ثم غادر على عجل . سألني الطلبة بعدها ماذا نفعل ؟ قلت انتهى الامر سنعرض
مشاركتنا على طلبتنا في المدرسة . برأيكم
كم بصلة يكون معاليه قد فغشها على منخار معاليه ؟؟ طابت اوقاتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق