الجمعة، 28 أغسطس 2015

"مكبل بأفكاره"....للكاتبه دﻻل أحمد الدﻻل ..،......مجلة فيتارة القلم الذهبى






"مكبل بأفكاره"
جالس فى حجرته منزوي بأحدي أركانها ،شارد الزهن وكأن قدماه مكبلتان بقيد من حديد فﻻ يستطيع الحراك ،لسانه يهزي بكلمات غير مفهومه ،وعقله مصلوب مكبل بأفكار بالية عفا عليها الزمن ، يتحرك العالم خارج غرفته ،أطفاله يلهون بالخارج ،أصواتهم ،ضحكاتهم تتعالي وهو حبيس عالمه ،حبيس أفكاره ،حبيس أحﻻمه..
مسكينة زوجته .دموعها صامتة تتوجه بالدعاء لله ،تتمني أن يراها .يدرك مشاعرها يعطيها وقته لتنعم بالجلوس معه .كباقي البشر
لكنه اصبح ﻻ يري ،ﻻيسمع أحد ،حتي عندما يحاول الكﻻم ﻻ يسمعه أحد ،أصبح سجين داخل زنزانة صنعها لنفسه ...أشارالجميع على زوجته الدخول معه لعالمه ،تحاوره ،تناقشه تجرب هذه الحياة ،خشيت على الطفﻻن أبعدتهما عن المنزل، ودخلت معه الغرفة المغلقة لمدة سنة .ماذا حدث فى تلك السنة ؟ألتفت بالسواد من رأسها حتى اخمص قدمها ،تيبست أعضاؤها ،أنتابها اليأس ،أنتقلت إليها عدوي اﻷكتئاب ،شعرت أن هذه نهاية العالم ،عام كامل من السواد والحزن والكآبه ،ﻻ هى قادرة على تغيير أفكاره ،وﻻ هي قادرة على أحتمال حياته،عام مضي وهو يحاول السيطرة على عقلها مثلما حدث له ،عام مضي وهو يشد الحبال حول جيدها حتى انها كادت تختنق ،صارت حبيسة إلى جواره ،تنتظر أن يأتي من يخرجها من تلك الزنزانة التى دخلتها معه بأرادتها، حتي استيقظت فى يوم لتجد ضوء الشمس يدخل من فتحة صغيره بالحائط أخذت تنبش بأظافرها كقطه حبيسة تريد الفرار ،وهو يحاول ان يثنيها عن محاولاتها ، أخذت تدفعه بعيدا ليزداد أتساع الهوه ويدخل ضوء الشمس،شعرت بالثورة تسري فى عروقها .وبقوة الرجال أستطاعت أن تكسر الحائط وتخرج لترفع علم الحرية وتعلن اﻷنتصار على اﻷفكار المغلوطة ...أما هو فأخذ منديله وعصب عينيه حتي ﻻ يري ضوء الشمس ،ووضع أصابعه فى أذنيه حتي ﻻ يسمع نشيد الحرية ،أجتمع أهل القرية حول زوجته ينشدون ويرقصون يهللون، ببزوغ فجر جديد وسطوع شمس لن تغيب ...،
وظل هو جالسا مكبل بأفكاره، واهم أنه على حق وأن الجميع مخطؤن،فتجمد حتي صار تمثاﻻ يزوره الماره ويرثون لحاله..،،،،،،،
دﻻل أحمد الدﻻل ..،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق