يا عاقد الحاجبين بقلم علي االسافعي
هذه قضية بسيطة لامرأة بسيطة , وبلغة بسيطة سأضعها بين ايديكم ــ ايها السادة الكرام ــ . تقول المرأة :
اطلق على زوجي لقب 111 فأقول حضر ال111, خرج ال111, نام ال111 , قام ال111 اكل شرب الخ ... اما سبب هذه التسمية فأقول لكم : زوجي ــ يا دام عزكم ــ انسان جاد جدا جدا جدا فوق العادة ... فطالما انه في البيت فهو مقطب الجبين , لا يضحك حتى ( للرغيف السخن )على راي المثل , عاقد الحاجبين تقرأ بينهما الرقم 111 . لذلك اطلقت عليه هذا اللقب . زوجي في الخارج على النقيض منه في الداخل ؛ في الخارج لا تفارق الابتسامة محياه , ناجح في عمله , لطيف عندما يتحدث مع الاخرين او في الجوال لدرجة اني اخاف عليه ان يذوب في ملابسه كما تذوب حبة البوظة في ايام الصيف اللافحة , خاصة اذا كانت المتحدثة انثى . واذا ما ذهبنا لزيارة الجيران فشيء اخر يتحدث بطلاقة يضحك يجامل يشكر زوجة الجار على ذوقها في تقديم اكواب الشاي او الضيافة , معجبا بمهارتها , ولا ينسى ان يودعهم بابتسامة مهذبة , لدرجة ان جاراتي يحسدنني عليه , ولا يصدقن ان هذا المحيا الذي ينضح بالبشاشة , يمكن ان يكون عبوسا قمطريرا .
تقول الزوجة واصفة ديدن زوجها اليومي : يدخل البيت دون ان يسلم على اهله . كنت اقول له في البداية السلام لله وهو سنة تؤجر عليها , فلا يكلف نفسه عناء الرد , ومع الزمن اعتدت على ذلك . يستلقي على الكنبة الثلاثية , فاذا وضعت له الطعام يعتدل فيأكل . واقسم لكم انه لا يدري ما اذا كنت اكل معه ام لا , تجرأت مرة وسالته : ما رايك بالأكل ؟ قال : كويس . قلت : حاولت ان اجوده ليعجبك . قال : عادي . المرأة كما تعرفون ــ ايها السادة رجالا ونساء ــ تحب ثناء الزوج على طعامها ولباسها واناقتها وحسن تبعلها , وتحب ان يقطع الزوج قطعة من الطعام يقدمها لها قائلا : اشتهيت لك هذه اللقمة . فتتناولها منه بدلال ينسيها مشقة اليوم كاملا . ولا ترى الذّ منها , قبل ايام لبست وتلبست وزينت وتزينت وعطرت وتعطرت واضأت الشموع وأطفأت الاضواء , وجلست بجواره قائلة اتذكر هذا اليوم ؟ هذا اليوم هو عيد زواجنا الثالث , وهذه هدية لك بهذه المناسبة , قال بتجهم وهو يتناول الهدية : العيد بدعة والذين يحتفلون به سخفاء جاهلون , لا تعيديها مرة اخري . ماذا اقول له بربكم ؟ يشهد الله انني لم اقصر معه ولم اترك وسيلة الا واستخدمتها لإرضائه ليغير هذا السلوك ولكن لا فائدة . الكل يشهد اني امرأة عفيفة نظيفة ماهرة شريفة , احافظ على بيته وماله . لا انكر انه كريم في بيته , ويلبي كل المتطلبات ولا ينقصني شيء , فلماذا يبخل على بابتسامة او كلمة طيبة طرية . احب ككل امرأة ان يثني زوجي على لباسي او ذوقي في ترتيب اثاث البيت او نظافته او كويي ملا بسه والاهتمام بها , او مهارتي في الاكل . وطوال وجوده في البيت اوامر جافة : هاتي كوب ماء , اعملي كاسة شاي , فنجان قهوة , بشار مكسرات حلويات . ويأكل ولا يشكر. بربكم ارشدوني ماذا افعل مع هذا ال111.
اقول : نصيحة لك توددي الى حماتك , فستجدين الحل عندها , فلربما هي التي ارشدته الى هذه الطريقة في التعامل معك , على طريقة المثل الشعبي : (ورجيها العين الحمرا ) , حتى تهابك وتظل انت رجل البيت الذي لا يعصى له امر , وكلمتك هي الاولى والاخيرة . أي سي السيد الجديد والذي حسبناه انقرض . وصدقيني الذي ينقاد لامه يسهل انقياده لزوجه , فاستخدمي دهاء المرأة وحنكتها وحكمتها وحيلها ستصلين الى غايتك , ويصبح بين يديك ارق من صبا يردى , وهوى نجد و نسيم اليمن . طبتم وطابت اوقاتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق