في منتصف شهـر بـؤنة .. ونظرا لسخونة حرارة الطقس .. وصعـوبة الطبـخ قــررت الـزوجة عــدم الدخول في معترك الفـرن .. والأكل .. والـجـلــوس في صالون الهــواء البارد بجانب جهاز تـرطيب الجو وطلبت من الزوج تمشيا مع سياسة التعاون المشـتـرك في البيت أن يقوم بإعـــداد الطعام .. فــدخـل المطبخ بحسن نية يشعل فــرن الغاز الخاص بالبوتجاز بعد أن قام بتقطيع لحـم الـدجاج الذي اشتراه في صباح هذا اليوم ليصـنع صنية خضار بلحم الدجاج البانيه ولـم يدري أن الزوجة العصرية التي اشترطت عليه مـنـذ بداية الحياة الــزوجية أن تتعاون معه في أعمال البيت قد تركت صمام أمان أسطــوانة الغاز مفتوح دون أن تغلقه .. وتسرب الغاز في أجواء المطبخ .. وأشتعلت النيــران في كل مكان حتي في مـناطـق الـعـفـة التي يـمـتـاز بـها الرجال .. وخرج العــود من البروج وذهبت المحاشي .. والحــواشي .. ويأس الـطـبـيب في إعادة الـشـيئ إلي أصله وغمغمت الزوجة في صمت بكلمات غيـر مفـهـومة ونـظـرت إليه .. وإبتسمت ابتسامة غامضة ذات مغزي اشعلت نور الأمـــل في دواخله .. بكي .. وضحك وتعالت ضحكاته الساخرة الباكية وتلاشــت وسط نحيب البكاء الحزين الــمـؤلم الــذي طفي علي سـطـح نـشــوة الـــذكــريات الـجـمـيـلة التي مـاتـت وانـطفأت حــرارتها الــدافئة مــع أمل اللقاء الراقي الجميل فوق فراش الحياة الزوجية في الحلال البلال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق