الأربعاء، 29 يوليو 2015

ثرثرة خرساء ............... بقلمي ياسمين محمد...........مجلة ~ قيثارة القلم الذهبى ~

أعرفها عن قرب جميلة مثقفة تحتضن كتابها بين ثنايا أنفاسها.. أخذت مقعدها بهدوء.
على رمال بحرها الحالم..وتوسدته مرتدية نظارتها الشمسية.لتخفي سحر عيناها ونظراتها الحائرة.وتركت لفكرها العنان ليتحاور مع نسمات موج بحرها لتحكي باستفاضة.غير عابئة بنظراتي لها وتتبعي لهمساتها.فهي كانت في وادي آخر إفترشت كيانها وعلقت قناديل زهر البيلسان لتضيء دربها . لم تقلب صفحات كتابها بيديها بل موج بحرها أخذ يقلبها وبسرعة ونسيمه يداعب وجهها وفجأة أخذت قلمها .وبدأت تكتب وباستفاضة كأنها تسابق مداد قلمها ..عن قلبها المجروح .تتبعت بعض من كلماتها وجدتها تنوح وتخبئ آلامها تحت ستارة سوداء ألا وهي (نظارتها) ووجدت دموعاً تتساقط على وجهها البريء..ياويلي ألهذا الجمال نصيب من الحزن؟!.
وسمعت تنهداتها وهي تمتطي جواد حروفها وتصدر تمتمات هامسة عبر سطورها الشجية. وتبوح بمرارة وغصة تلسع فؤادها .رأيت كأن وريقاتها تستغيث من حريق شبَ بأركانها.فدنوت منها وحاولت أن ألفت إنتباهها بوجودي ولكنها في قلعة محصنة عن عالمنا المادي العقيم.ووجدتها رفعت عيناها لعنان السماء وخرجت من أنفاسها زفرات بركان ففهمت أن وجدانها قد إنهار. وقامت بعد ساعات وكأن لم يكن شيئ..ووجدت العجب منها وهي تنثر ما كتبته على ضفاف بحرها وتطايرت أقصوصاتها وحاولت أن أعانق ماكتبته ولكن محاولتي فشلت وهنا تحدثت بصوت مسموع .
لما نثرتي ماكتبتيه؟! فنظرت لي بسخرية وقالت هل للميت أن يعود مرة ثانية للحياة؟
إن إستطعتي فجمعي أقصوصاتي وأعيديها لآهاتي .
وهنا عرفت وتعجبت وكتبت .
ولكن؟
للحديث بقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق