السبت، 1 أغسطس 2015

** (( شاعر وقصيدة )) مع الشاعر الاندلسي (( ابــــن هانـــــيء )) ..** // بقلم الشاعر/ سيد غيث ...// مجلة ~ فيتارة القلم الذهبي

❊❊ بسم الله الرحمن الرحيم ❊❊
اهلا ومرحبا بكم احبتي مع البرنامج الاسبوعي(( شاعر وقصيدة ))
مع الشاعر الاندلسي (( ابــــن هانـــــيء )) ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر/ سيد غيث ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** المقدمـــــــــــة :-
كانت البيئة المترفة في مدن الاندلس لها أثر كبير في إزدهار الأدب والشعر وكان التنوع في مظاهر الحياة والطبيعة في الأندلس له أثـــــر فـــي تلويـن الشعربلون خاص شاع فيه الوصف ودقة التصوير وتنــــقل الخيال وســلاسة الأسلوب والتأنق في الأداءِ..وأصبح هذا الشــعر يمثل جانبين واضـــحين في الشعر الأندلسي أحدهما طبيعة البادية الّتي كانت ماتزال نفوس العرب في الأندلس تحنّ إلیها وتؤمن بها وتسير علــــی نهــــجها في التفـكير والمعرفة والأخلاق..وثانيهما طبيعة الحضارة الّتي كانوا يعيشون فيها والترف الذي يملأ حياتهم والجمال الذي كان يتيم قلوبهم ويسحر أبصارهم في كل مدينــة من مدن الأندلس الغارقة في الشــــعر والموسيـــــقى والجمال فانجـبت لنا ارق الشعراء فذخرت مكتبة العرب بدواوين كثر لتلك الحقــــبة الزمنـــية من العصر الاندلســـــي..
............................................................................
** اسمـــــــــــه :-
أبو القاسم محمد بن هانئ بن سعدون الازدي الاندلسي .
** نسبـــــــــــه:- 
يتصل نسبه بحاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي.
** مولـــــــــــده :-
ولد(محمد بن هانيء) في إشبيلية بالاندلس نشأ ابن هانئ بإشبيلية 
( اسبانيا حاليا )..

** (( شـــــيء من حياتــــــه )) **
* اطّلع ( ابن هانيء ) على معظم علوم عصره وخصـوصا ما يتعــــلق باللغـة والأدب كما اطلع على مذاهب المفكـــرين والفلاسفة ولذلك اتُّهـــم بالزندقة 
وفي هذا المجال يشبّهونه ( بأبي العلاء المعري ) من حيث تحرره وجرأته في التحدث عن الدين والحياة والموت ولكن العلامة الأبرز في مذهبه الفكري هي تشيّعه الذي أفرط وبالغ فيه واتَّبع مذهب الإسماعيلية وبالغ فيه وكانت له اراء سياسية متطرفة تخص الدولتين الأموية والعباسية فوجّه انتقــاداته اللاذعــة للدولتين واستصغر شأنهم..

*وكان ( ابن هانيء ) حافظاً لأشعار العرب وأخبارهم فحفلت قصائده بكثير من الإشارات إلى وقائع العرب وبذكر شعرائهم وساداتهم واتصل بحاكم إشبيــلية ومدحه وتقرب اليه ثم اتهم ( بمذهب الفلاسفة .. والهرطقة ) وادعـــوا ان في شعره نزعة (إسماعيلية ) بارزة فأســــاؤوا القول في حاكــــم اشبيلية بسبب تقربة اليه فأشار عليه الحاكم بالغيبة..والتغـــريب فترك إشبيـــــلية ليرحل إلى المغرب ومدح ( جوهر الصقلي ) ثم نمي خبره إلى المـــــعز أبي تميم معدّ بن منصور الفاطمي وأقام عنده في المنصورية بقرب القيـروان فبالغ ابن هانئ في مدحه. ولما رحل المعز إلى(مصر) طلب منه مرافقته فاستئذنه في العودة إلى المغر لأخذ اباءه فمات من يومها ..
**(( أهم سمات شعر ابن هاني ))**
* كان لا ينتقي إلا كل ما هو جميل ولا يتحدث إلا عن المعاني الفخمة الرائعة التي تعبر عن حالات الانسان وظروفه المعيشـــية فانطـــلق يحاكـــي البشر والشجر والجبال والجما وغيرها وإستطاع أن يخلق بنفسه حالة من حالات التأمل الكوني والفلسفة.

**((من اقوال: ( ابن خلكان ) في وفيات الاعيان عن ابن هانيء))**
ليس في المغاربة من هو في طبقته من متقدّميهم ولا من متأخريهم 
بل هو أشعرهم على الإطلاق وهو عندهم ( كالمتنبي ) عند المشارقة 
وكانا متعاصرين ... ولولا ما فيه( أي ديوانه ) من الغلوّ في المدح والإفراط
لكان ديوانه من أحسن الدواوين ..

** (( من قدموا دراسات عن بن ( هانيء )) **
وقد تعرض ( ابن هانيء ) للعديد من النقاد القدامى والمحدثين الكثير والكثير ومن القدماء :
= ابن رشيق في ( عمدته) .
=وابن خلكان في ( وفيات الاعيان ) .
=وابن خاقان في ( مطمح بن خاقان ) .
=وابن الخطيب في ( احاطته ) .
ويشترك كل هؤلاء في الاعتراف بان ( ابن هانيء ) بشاعريته وحسن اشعاره..

*** ((( مـــــن اشعـــــــــاره ))) ***
**وهـــو القــــائـــــل :-
كانت ملــــــوك الاعجمــــين اعزة ** فاذلهــــــا ذو العــــــزة الآباء
لن تصغر العظماء في ســـلطانهم ** الا اذ دلفـــــت لها العظمـاء
جهل البطـــــارق انه المــلك الذي ** اوصى البنين بسلـمه الآباء
حتى راي جهالهـــم من عــــزمه ** غب الذي شهدت به العلماء
فتقاصروا من بعدما حكـم الردى ** ومضى الوعيد وشبت الهيجاء
لم يشــــركوا في انه خير الورى **ولـــذي البرية عنـدهم شركاء
واذا اقر المشــــركون بفضــــــله ** قســرا فما ادراك ما الحــنفاء
في الله يســـري جــوده وجنوده ** وعــــديده والعــــــــزم والاراء
نزلـــــت ملائكـــة السماء بنصره ** واطاعــــــه الاصباح والامساء
والدهــــر والايام في تصـــريفها **والناس والخـــــضراء والغـــبراء
اين المفــــــــر ولا مفر لهــــارب ** ولك البســـيطان الثرى والماء
ولك الجـــواري المنشات مواخرا** تجـــــري بامـــرك والرياح رخاء

وله في المعز لدين الله الفاطمي .. غر المدائح ونخب الشعر 
**ومنه يقــــــــول :-

ارياك ام نشر من المسك ضانك**ولحظك ام غضب الغرارين باتك
واعطاف نشوى ام قوام مهفهف ** تاود غــــصن فيه واريـج عاتك
وما شق جيب الحسن الا شقائق**بخديك مفــــتوك بهـن فواتك

**ويقول ( ابن هانيء )..
وثلاثة لم تجتمع في مجلس ** الا لمثـــلك والاديب اريب
الورد من رامشنه من نرجس ** والياسمين وكلهن غريب 
فاحمرذا واصفرذا وابيــــض ذا** فبدت دلائل امرهن عجيب
فكان هذا عاشـــق وكان ذاك** معشـــق وكان ذاك رقيب

**ويقـــــــــــول :-
يا خير ملتحف بالمجـــد والكــــرم** وافضل الناس من عرب ومن عجم
يا ابن السدى والندى والمعلومات معا** والحلم والعلم والآداب والحكم
لو كنت اعطى المـــنى فيما اؤمله** حملت عنك الذي حملت من الم

**ويقول ايضــــــا :-
تظلم منا الحب والحـــب ظالم ** فهل بين ظلامين قاض وحاكم
في البين حرف معجم قد قراته ** على خدها لو انني منه سالم
وقد كان فيما اثر المســـك فوقه ** دليل ومن خلف الحداد المآتم
وما عــــدب المســــواك الا لانه ** يقــــبلها دونـــي وانــي لراغم
وقلت له صف لـي جني رشفاتها ** فالثمــــني فاها بما هو زاعم

**ويقول ( ابن هانيء ) :-
انظر اليه وفي التحريك تسكين ** كانما التقمت عنه التنانين
ياليت شعري اذا اومــــى الى فمه **احلقه لهوات ام ميادين
كانها وخبيث الزاد يضـــــــرمها** جهنم قذفت فيها الشياطين

**ويقــــــــول :-
هل من اعقـة عالــــج يبـــــرين ** ام منهما بقر الحدوج العين
ولمن ليال ما ذممـــــنا عهــــدها ** مذ كن الا انهـــن شـجون
المشـــــــرقات كانهــــــن كواكـــب ** والناعمات كانهن غصون
بيض وما ضحك الصباح وانها**بالمسك من طرر الحسان لجـون
ادمى لها المرجـــان صفحة خده** وبكى عليها اللؤلؤ المكنون

**ويقـــــــــول :-
هل آجل ممــــــا اؤمل عاجــــل ** رجو زمانا والزمان حلاحل
واعز مفقــــــود شبـــــاب عائد** من بعد ما ولي والف واصل
ما احســـــن الدنيا بشــــمل جامع ** لكنها ام البنين الثاكل
جرت الليالي والتنائي بينــنا هابل** الا وكيران المطي وذائل
وكانمــــــــــا دهر لــــدهر آكــــــل** هذا يفارقني وذاك يزائل
في كل يوم استـــزيد تجاربا** كم عالم بالشيء وهو يسائل

**ويقـــــــــــول :-
لمن صولجان فـوق خــــدك عابث ** ومن عاقد فوق طرفك نافث
ومن مذنب في الهجر غيرك مجرم*ومن ناقص للعهد غيرك مجرم
مليك اذا مال الرضــــى بجــفونه ** رايت ممــيتا بين عينيه باعث
ايحسب ساري الليلة البدر واحدا ** وفي كلل الاظعان ثان وثالث

**ونختتم بقول ( ابن هانيء ) وهو القائل :-
امسحوا عن ناظري كحل السهاد*وانفضوا عن مضجعي شوك القتاد
او خــــــذوا منــــي ما ابقيتــــم ** لا احـــب الجسم مسلوب الفؤاد
هل تجـــــيرون محبـــا من هوى ** او تفكــــون اســــيرا من صفـــاد
فعلـــى الايــــام من بعـــــــدكم ** ما عـلى الثكلاء من لبس الحداد
لم يزدنـــا القـــــرب الا هـــــجرة ** فرضـــــينا بالتـــــنائي والبـــــعاد

** وفـــــــــــاتــــــــــــه :-
وهو في طريقه إلى مصر لمقابلة ( المعز لدين الله الفاطمي ) 
قُتل ابن هانيء في برقة في( ٢٣ رجب سنة ٣٦٢ هـــجـــرية
الموافق( للعام٩٧٣ ميلادية ) ولما وصل خبر وفاته ( للمـــعزّ ) 
وهو بمصر..تأسف عليه وقال(( هذا الرجل، كنا نرجو أن نفاخر 
به شعراء المشرق فلم يُقدّر علينا ذلك )) ..
......................................................

والى لقاء آخر جديد احبتي مع برنامج (( شاعر وقصيدة)) ..
حقوق الاعداد والنشر محفوظه للشاعر/ سيد غيث ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق