شمس الحضرة
شمسُ القلوبِ تجلَّت فانمحَت سُحُبي
بانت بحُسنٍ قديمٍ أصلهُ نسبي
قد أذهلت عَدَمًا من سالفٍ عَجَبًا
ولم تَزَل نارُها تكوي بلا شُهُبِ
يا حبّذا طلعةٌ للحِبِّ قد جَمَعت
أفنى وأبقى بها في حُلَّةِ الأدبِ
هذا الجمالُ تبدَّى هيبةً أزلًا
كيف الجلالُ إذا ما بانَ من نُقُبِ
إذًا يَزولَ وجودٌ ما لهُ أثرٌ
فالوصفُ حقٌ أتى في ظاهرِ الكتبِ
قد قالَ عبدي مَرِضتُ اللهُ قائِلُها
هذا التّجلي اختفى من شدِّةِ الكَثَبِ
لا يعلمُ اللهَ الا اللهُ من قِدَمٍ
فهو الذي أظهرَ الأوصافَ في الحُجُبِ
سبحانهُ خالِقًا ما كانَ من أحدٍ
ولم يزل خالِقًا حاشاهُ من لَعِبِ
فانظُر الى كِلمَةِ الخَلقِ التي وردت
في كونِها صفةً في عالَمِ السّببِ
سبحانَهُ ظاهرًا في كَونِهِ بِدِعًا
فكونهُ كونهُ فافهم وذا أربي
يا ربّنا هَب لنا كشفًا بلا نَصَبٍ
واحفظ فؤادًا يرومُ القُربَ في الوَصَبِ
لا لم يكُن أبدًا للشّوقِ من سَكَنٍ
فماؤكم سيّدي قد زادَ من لهبي
ربي فإني ضعيفٌ جاهلٌ فقِني
من سَطوةِ النّفسِ أو من كِلمةِ الكَذِبِ
ثمّ الصلاةُ على نورٍ بدا بَشَرًا
وآلهِ أبدًا أنفي بهم كُرَبي
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق