أعزائي :
كل عام وانتم جميعا بخير
لاحظت كثرة ما يقال في الغزل بعبارات مبتذلة يكاد من كتبها لا يقدر على فهمها وفي هذا ازدراء للحب بمعناه النبيل ، رأيت العشق في كثير من الأحيان بمفهوم كثير من أهله عبارة عن تفريغ نزوات طائشة بين العابثين وسرعان ما يحترق مثل هذا الهوس العاطفي غير الناضج بسبب خداع الطرفين أو أحدهما.
أنا جَدٌّ ولستُ بعاشق ولكن أقدم نصيحتي :
الحبّ الخادع :
تجلّدْ يا أُصيحبُ للفراقِ
فصبرُكَ في الشّدائدِ خيرُ واقِ
إذا غدَرَ الحبيبُ بنقضِ عهدٍ
وسُدَّتْ في الهوى سُبُلُ التلاقي
فهل تجدي النّدامةُ بعدَ ضُرٍّ
أصابَ فؤادَ مقروحِ المآقي
رُعاةُ الشاءِ من قيسٍ وليلى
وبَثنَةَ والجميلِ بلا نِفاقِ
وتطرِيةُ الحضارةِ أفسدتنا
وعُشّاقُ الخداعِ بلا خَلاقِ
رأيتُ الناسَ تحكمهمْ طباعٌ
وأطماعٌ بما عندَ المُشاقِ
وقلبُ الحِبِّ تخدعُهُ الأماني
و نَصْلُ الغدرِ في دَمِهِ المُراقِ
ولا يدري بما تَلِدُ الليالي
فتفجأُهُ بمولودٍ مُعاقِ
إذا صَحِبَ الفؤادَ الّلبُّ حقّاً
فإنّ العقلَ يُصبِحُ خيرَ واقِ
ألا تدرونَ أنّ الحُبَّ عهدٌ
رعاهُ اللهُ مشدودُ الوَثاقِ
فليسَ مع الهوى لهوٌ وإلّا
هوى في القاع بالشّرَف المُساقِ
تَعَلَّمْ من رُعاةِ الشّاءِ حُبّا
عفيفاً ماؤهُ لَبَن ُ النّياقِ
سَبَتْكَ بقامةٍ وَ بمُقْلَتيها
وزادُ لسانها حُلْوُ المذاقِ
فمن قولٍ إلى قولٍ تراهُ
يميلُ من انزِلاقٍ لانزلاقِ
وتعرفُ أنّ قلبَ الحُبِّ أعمى
وإخلاصُ الأحبّةِ خيرُ واقِ
وحاذِرْ فالمظاهرُ خادعاتٌ
تَبَيّن ْ صِدقَها قبلَ العناقِ
وطلّقْ بالثلاثةِ كُلَّ حُبٍّ
يعود عليك بالنّدَمِ المُطاقِ
فيا قمراً رَجَوتَ لهُ اكتمالاً
سيبقى من رجائك في المحاقِ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق