الأحد، 21 يونيو 2015

( فلسفة الحب في مؤسسة الزواج ) /// بقلم / محمد علي ابو صلاح /// مجلة ~ فيتارة القلم الذهبي

( و للحب ايضا فصول اربعة )
( فلسفة الحب في مؤسسة الزواج )
الفصل الاول هو الربيع , ربيع الحب
.
في هذا الفصل تملؤ قلوب الشركين و ارواحمها مشاعر رائعة لطيفة , دفئ الحنان , حميمية , اسقرار نفسي , هدوء المكان , راحة البال , سكون الخاطر , اشتعال الصدر بالاشواق الخفية , لان رحلة الحب في بداياتها , البدايات يعتريها شيئ من الخجل الرائع , الذي يؤجج قلب الشريك , فيسحره , فيحرض ظبيته على جرأة البوح , لان الميثاق المقدس يمنح حق البوح بلا حدود , في هذا الفصل ينشغل الحبيبين فقط في تبادل الازاهير و الورود يقطفانها من بساتين المودة و الرحمة و السكينة , و بساتين الوجد و الغرام و الوله و الصبابة , هنا يكون الحبيبن في جغرافيا بعيدة لا تشبه الجغرافيا الطبيعية التي نعرفها ففي تلك الجغرافيا سكنت ارواحهما , في هذا الفصل قلما يختلف الشريكان على تفاصيل يوميات الحياة , لان عنوان فصل ربيع الحب هو التسامح و الغفران
.
الفصل الثاني هو الصيف , صيف الحب
.
في هذا الفصل , تشتد حرارة المكان , هي مرحلة اخرى من مراحل الحب , اعباء الحياة , مصاريف البيت , الواجبات الاجتماعية , مناسبات افراح و احزان , بعض الخلافات البسيطة التي سرعان ما تزول , لان اجواء ربيع الحب ما زالت قريبة من الذاكرة , حرارة شمس صيف الحب , تجعل الشريكين في ضجر دائم , و هذا مرحلة حساسة جدا , لا بد ان يحرص الحبيب ان يكون نسائم برد لحبيبته , و الحبيبة ايضا تكون ثلجا من نسائم البرد لحبيبها , حرارة شمس الحب من جهة , و اعباء الحياة من جهة , و قد تكون هناك ظروف مادية تزعج مملكة الحب , هنا الخلافات الزوجية خطيرة جدا , قد تعصف بالعلاقة من جذورها , فلينتبه كل من الحبيبين الى اختصار اشواط النقاش الساخن في هذا الفصل الحار , و ليقتصر النقاش على المشاكل الخفيفة , اما القضايا الصعبة فلتؤجل الى فصل ربيع الحب أو شتاء الحب , اما فصل صيف الحب لا يصلح لحل اي خلافات ما بين الحبيبن فقط يكون مرحلة مرور , كل ما اقترب الزوجين بالحب من بعضهما اكثر كل ما مر صيف الحب سريعا ليأتي بعده :
.
الفصل الثالث هو الشتاء , شتاء الحب
.
فصل شتاء الحب , هو من اجمل الفصول , بل انه يتنافس مع فصل الربيع في الالق و الروعة , يكون الحبيبين قد بدآ بفصل الربيع , فتذوقا منه الشهد و سلاف العشق المعتق باقداح المودة و الغرام و الصبابة و الوجد , ثم نجحا في تجاوز فصل الصيف الحار , و وصلا بنجاح الى شتاء الحب الجميل , امطار خير و بركة تسقي كل بساتين الورود و الازاهير التي زرعها الحبيبين في فصل ربيع الحب , و تعهداها بالرعاية و السقاية في فصل صيف الحب الخطر , اما فصل شتاء الحب هذا فهو الذي لا يستطيع فيها الشريكان الابتعاد عن بعضهما لحظة واحدة لانه فصل برد و كلاهما بتوق الى الدفئ , و الدفئ فقط هو حرارة الحب التي تشتعل ابدا في فصل شتاء الحب , عناق ودود شفيف يسقي كلامهما الاخر المودة من الغرام بالدفئ , هذا العناق هو ميثاق و عهد حب له ما بعده من التزامات من عهود الوفاء للحب و اسراره و تفانينه و اختباراته , اذن العناق هنا ليس من طقوس سقيا الغرائز فقط , هو هذا و اكثر بكثير من فنون الحب التي تتصل بالروح و الجسد , و من ثم اذا لاحت ارياح الخلافات الزوجية , فان امطار الهوى و الغرام سوف تروي ارض مملكة الحب و تجعلها خصبة بالمودة و الرحمة و السكينة حتى تولي ارياح الخصام هاربة خارج حدود مملكة الحب , و فصل الشتاء دون غيره من الفصول هو الوقود , وقود الحب الذي يتزود منه الشريكين كي يكون عونا لهما على المرور من اختبارات فصل خريف الحب :
.
الفصل الثالث هو الخريف , خريف الحب
.
فصل خريف الحب , هو اخطر الفصول , لانه الاختبار الصعب لمملكة الزواج , يبدأ هذا الفصل , عند الخلافات الكبيرة بين الازواج , او الخلافات العادية , التي لم يستطع الزوجان او احدهما التعامل معها برفق و بحكمة , و لم يتمكنا من وأد الجفاء في مهده , فكبر الخلاف الصغير و اصبح كبيرا لان العذال ابتسموا ابتسامة صفراء و جاءوا يذرفون الدموع الجوفاء و تدخلوا فاشتعلت مملكة الحب بالكراهية , هنا لا ينبغي لاحد الشريكين ان يغادر المنزل , لان الذي يغادر فورا , كان كاذبا في حبه , هنا في فصل خريف الحب تتساقط كل اشجار الحب فيزول ظل الشجر لتأتي حرارة اشعة شمس الخلافات الزوجية , هنا اقول للزوجين : عليكما ان تتذكرا فقط ذكريات فصل ربيع الحب الجميلة و وبساتين الازاهير و الورود و لتتذكرا البدايات لان البدايات جميلة , و لا تتذكرا فصل صيف الحب , فقط تذكرا عناقا دافئا كان في فصل شتاء الحب حينما همست في اذن زوجك , عهدا يا حبيبي ان لا اتركك , فاجابك , و عهدا يا
ظبيتي ان اكو نلك مدى العمر
.
هنا احتمالان :
.
الاول : انهيار مملكة الحب فيكون فصل الخريف اخر الفصول
الثاني : ان يكون احد الزوجين او كلاهما حكيما ودودا نجح في استثمار ذكريات فصل ربيع الحب بازاهيره و وروده الجميلة و عناقا دافئا بليلة باردة كان في فصل شتاء الحب , اجمل فصول الحب , هو دائما امطاره صيبه نافعه , تسقط على اللمى فتحتال سلافا معتقا يسكب في اقداح المودة , فيرتشفه الفارس النبيل , كي يغفو كما طفل غفا على صدر امه في غير موعد نومه , ليبدأ هنا في هذا المشهد فصل ربيع الحب من اول الازاهير و الورود في بساتين ربيع الحب الخلاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض الازواج احترفا الحب أحترافا بلغ الثريا , الحب عندهما نخل باسقة , ضاربة جذورها في عمق الارض , عصية على ريح الخلافات الصرصر , عصية على كيد الحاسدين , عصية على كل عاذل و عاذلة , هذان الزوجان , تكون فصول حبهما الاربعة , فصول عناقيد ياسمين و لا شيئ غير الياسمين , سقيا المودة من الغرام بأقداح الهوى و الصبابة حد الثمالة و يزيد
.
بقلمي
محمد علي ابو صلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق