قصيدة/ صرخة للحياة...الشاعرة القديرة/ منى غنيم...المحررة ياسمينةالكاشف/ تحياتي.
صرخة للحياة
............
أسبحُ وحيدة مشردة تغمُرني المياه ، أحلمَ بالضفافَ كبحارٍ تعبَ من التجديفُ وسطِ العاصفةِ ، أُصغي إلى الضفادعُ حاديةُ الليلِ ... تنهشني الأسماكُ الجائعةِ ، تمرُ أسرابُ الذكرياتِ ... ملوحةٌ بأياد ٍ ترتجفُ ، يمرُ البرقُ بلسانهِ الورديُ يرتشفُ ما تبقى منها ، يعلو صوتُ الموجُ من حولي ، يرتعشُ جسدي المبللِ بالماءِ ، تنتفضُ الأعضاءِ كبركانٍ يتلوى من فرطِ احتقانهُ ... كي يجهشُ بالبكاءِ ، يمرُ الليلَ بعده نهارٍ .... ونهارٌ بعده ليلٍ ، فصولٍ متعاقبةٌ ، لم يبق َ حُلمٌ إلا وباغتهُ الضبابِ
لم يعد للصراخِ صوت ، ابتلعتهُ أفعى النهر ، رحلت به بعيداً حيث لا ضوءُ ، لا حنانُ ، تركتني وحيده .. بدون شفقةٌ ، تصرخُ الروحِ محاولةٌ استعادةِ الصوتِ ، تحاربُ في يأسٍ ... كمن يحارب طواحينُ الهواءِ ، الليل يزحفُ من ورائي يسبقهُ مغيبٍ قاتمٌ ... يحمل مديةٌ سوداءُ ، فهل حانَ الموعدُ لأستلقيَ بجوار تلك العظامِ الممددةِ خلف جدران الموت ، التي أرضعتني يوما حليبها ؟ أم ستتركني هنا في قاعِ هذا النهر ... أبحثُ عن رحمٍ يعيدني للحياة ، أتسلقُ جبالاً وهضاباً ليعود صوتي من جديد ، يصرخُ صرخةُ الألم ، صرخة الحياةِ ، أعود قصيدةُ حبٍ في رحمِ أمٍ حنون ، لخطوتي الأولى يحملني صدرها بحنان ، لأول لوحٍ رسمت عليهِ الشمس بالطبشورِ ، لأول ليلة حبٍ قضيتها بين الزهور ، لحلمِ طفولتي البريءَ
لأول كل شيءٍ جميلٍ ، فهل أعودُ؟
ليت هذا الحلمَ ينتهي بحلمٍ سعيد فتأتيني جنيّةُ الأحلامِ بعصاها السحريةِ .... تلبسُني ثوبَ السعادةِ
أو أصحو في زمنٍ جديد
** منى غنيم **
صرخة للحياة
............
أسبحُ وحيدة مشردة تغمُرني المياه ، أحلمَ بالضفافَ كبحارٍ تعبَ من التجديفُ وسطِ العاصفةِ ، أُصغي إلى الضفادعُ حاديةُ الليلِ ... تنهشني الأسماكُ الجائعةِ ، تمرُ أسرابُ الذكرياتِ ... ملوحةٌ بأياد ٍ ترتجفُ ، يمرُ البرقُ بلسانهِ الورديُ يرتشفُ ما تبقى منها ، يعلو صوتُ الموجُ من حولي ، يرتعشُ جسدي المبللِ بالماءِ ، تنتفضُ الأعضاءِ كبركانٍ يتلوى من فرطِ احتقانهُ ... كي يجهشُ بالبكاءِ ، يمرُ الليلَ بعده نهارٍ .... ونهارٌ بعده ليلٍ ، فصولٍ متعاقبةٌ ، لم يبق َ حُلمٌ إلا وباغتهُ الضبابِ
لم يعد للصراخِ صوت ، ابتلعتهُ أفعى النهر ، رحلت به بعيداً حيث لا ضوءُ ، لا حنانُ ، تركتني وحيده .. بدون شفقةٌ ، تصرخُ الروحِ محاولةٌ استعادةِ الصوتِ ، تحاربُ في يأسٍ ... كمن يحارب طواحينُ الهواءِ ، الليل يزحفُ من ورائي يسبقهُ مغيبٍ قاتمٌ ... يحمل مديةٌ سوداءُ ، فهل حانَ الموعدُ لأستلقيَ بجوار تلك العظامِ الممددةِ خلف جدران الموت ، التي أرضعتني يوما حليبها ؟ أم ستتركني هنا في قاعِ هذا النهر ... أبحثُ عن رحمٍ يعيدني للحياة ، أتسلقُ جبالاً وهضاباً ليعود صوتي من جديد ، يصرخُ صرخةُ الألم ، صرخة الحياةِ ، أعود قصيدةُ حبٍ في رحمِ أمٍ حنون ، لخطوتي الأولى يحملني صدرها بحنان ، لأول لوحٍ رسمت عليهِ الشمس بالطبشورِ ، لأول ليلة حبٍ قضيتها بين الزهور ، لحلمِ طفولتي البريءَ
لأول كل شيءٍ جميلٍ ، فهل أعودُ؟
ليت هذا الحلمَ ينتهي بحلمٍ سعيد فتأتيني جنيّةُ الأحلامِ بعصاها السحريةِ .... تلبسُني ثوبَ السعادةِ
أو أصحو في زمنٍ جديد
** منى غنيم **
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق