الخميس، 12 أكتوبر 2017

** .. هل تذكرين .. ** // بقلم / د. أحمد محمود // مجلة ~ قـــيثارة القلم الذهبي


هل تذكرين
هل تذكرين ذاك الراحل المسكين؟؟!!
عندما عزفت أوتاره وغنى
فاحت من منقاره المتين
ومن بين أرياشه
وأنسامه ،وأنفاسه
نكهة الشذى الفلسطيني،
نكهة الربا، والمغنى والتلاحين
نكهة العنبر والتين.
هل تذكرين يومها؟
تقدمتي إليه
مخاطبة بصوت دافق بالرنيم والرنين:
"من أنت يا صديقي؟؟
يا رفيق الدرب الطويل الحزين؟؟"
قال: "أنا دوري آت مع المغتربين
(2)
هل تذكرين
إني دوري آت من ضيعات بلادي
وعلى أجنحتي أغنية من الغدران
وتراتيل أطلقها عن وطني السجين
أسمعها لأحبتي المغادرين.
وعلى أجنحتي
تهل رائحة الصنوبر، والبلوط والشربين 
وأرياشي تخفق بنسيم البنفسج والياسمين.
تركت عصافيري الصغيرة ورائي
يرقبها حد السكين
هجرتها في وكناتها من غير دثار
معلقة على غصون السرو والسنديان
مأسورة بين الصلى والإسار
لم أعد قادراً على الرجوع المكين
فالقنص جار ليل نهار
من على أبراج الجدار اللعين.
(3)
هل تذكرين 
عندما دمعت عيناك،
وتلألأت كحبات العناب والأقحوان،
عندما برقت حتى غدت كالأرجوان،
على فراق ذاك الدوري المسكين؟؟ّ!!
تمزق الحشا
عندما حلق بعيداً كالراحلين
صوب مسارات التيه المأفون
صوب بقاع الثكلى، والموتى والشياطين
صوب مدافن الضياع، والشتات والمنون.
مع تحيات د. أحمد محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق