من قصيدة ابتهالات رمضانية
الجزء الثاني :
فاللهُ موفٍ بوعدٍ ليس يُخلفهُ
وأكثرُ النّاسِ مخلافٌ إذا وعدوا
بهِ استجارَ ذوو الحاجاتِ فانبسطت
لهمْ أيادي كريمٍ عندهُ سَعِدوا
تيمّمِ الشهرَ واغنمْ من فضائلهِ
ما الغُنْمُ أن تُملأَ الأفواهُ والمِعَدُ
هوَ العزيزُ الذي تهوي لخَشيَتِهِ
شُمّ الجبالِ وماءُ البحرِ يَنجَمِدُ
شهرُ التُّقى ، كم يدٍ للهِ ضارعةٌ
في جوفِ ليلٍ الى الباري وما رقدوا
وقائمٌ ليلكَ المشهودَ يُعوِزُهُ
فضلُ الكريمِ الذي في حبهِ سجدوا
تنزّلتْ فيكَ آياتُ الكتابِ على
خيرِ البريّةِ حتى عاد يرتعدُ
تفتّحت فيهِ أبوابُ السّماءِ لنا
في ليلة القدر تُعطي كُلَّ من تَعِدُ
طوبى لمن وردوا حوضَ الشّفاعةِمن
حرّ الذّنوب فعبّوا منهُ وابتردوا
شرعتَ في بدرٍ الكبرى سيوفَ هدىً
حتى رأينا سيوفَ الكفرِ تنغمدُ
وكم عدوٍّ هوتْ في الساحِ رايتهُ
لم يُغنِ عنهُ هناكَ العَدُّ والعُدَدُ
يا رافعاً فوقنا سبعاً تُطبّقُها
بالحقِّ تُمسكها ليست لها عَمَدُ
وباسطَ الأرضِ سبعاً لا تميدُ بنا
أرسيتها بجبالٍ ما لها عدَدُ
تُسَيّرُ الغيمَ يَهمي فوق أبطُحها
تحيي المَوَاتَ بهِ والناسُ قد شهدوا
غُفرانكَ اللهُ في شهرٍ فتحتَ بهِ
أبوابَ رحمتكَ الكبرى لمن عبدوا
أنتَ الغنيُّ تجاوزْ عن خطيئتنا
وأنتَ أكرمُ من مُدّت إليهِ يَدُ
باركْ لنا ربّنا في ما وهبتَ لنا
والطُفْ بنا في قضاءٍ ما لهُ رَدَدُ
نرجو رضاك ، بهِ نحيا بلا كَبَدٍ
وفي سواهُ يظلُّ البؤسُ والكبَدُ
وما عرفناكَ إلّا تستجيبُ لنا
فكيف ينكرهُ في فضلهِ أحدُ
يا خيرَ من وقّعتْ في الأرض خُطوتهُ
وخيرَ من حملتْ أنثى ومن تلدُ
أنتَ الشّفيعُ لنا في كُلّ معصيةٍ
صلّى عليكَ الإلهُ الواحدُ الصّمدُ
القدسُ يا ربّ أغلى ما نؤمّلُهُ
متى تعودُ وبالبشرى يَحِلُّ غدُ
فانصُرْ إلهي جهاد الصّابرين بها
وما لغيركَ في بذلِ الدّما قصدوا
كم من شهيدٍ على أرضِ الجهاد قضى
وكم أسيرٍ يُعنيهِ بها الصّفَدُ
وكم رجتكَ ببطن الليلِ ثاكلةٌ
أنْ تنصرَ الحقَّ حتى يخلُصَ البلدُ
فكن مع الأهل في ليلِ انتفاضتهم
ليبزُغَ الفجرُ والنّصرَ الذي وُعِدوا
(اللهم اكتب لي ثوابها وثواب من قرأها
وعلّق عليها٠)
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبوبلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق