الاثنين، 8 فبراير 2016

قـــول عـــلى قـــول.....بقلم / نبيل محارب السويركى



قـــول عـــلى قـــول
الكرم – السيف – الحكمة --- الأفكار ... يقول الشاعر :-
إذا أنتَ أكْرمتَ الكريمَ مَلكتَهُ ..... وإنْ أَنتَ أكرمتَ اللئيمَ تَمرَدا
يعني : أن الكريم يعرف قدر الكرام فيصير كالملوك لك إذا أكرمته ، واللئيم إذا أكرمته يزيد عتواً وجرأة عليك .
وَوَضعُ النَّدى في مَوضع السيفِ بالعُلَا ..... مُضِرَّ كَوضعِ السّيفِ في مَوضعِ النّدَى
أي : كل يجازى ويعامل على ما يستحق ، فمن استحق العطاء لم يستعمل معه السيف ، ومن استحق القتل لم يكرم بالعطاء ، ومن فعل ذلك أضر بعلاه .
وَلكنْ تَفوقُ الناسَ رأياً وحكمةً ..... كَما فُقْتهُم حالاً ونَفساً ومَحِتدا
يقول : أنت أعرف بمواقع الإساءة والإحسان من كل إنسان لأنك فوق كل أحد بالعقل والإصابة في الأمور ، كما أنك فوقهم بالحال إذ كنت أميرا ، وبالنفس إذا كنت أعلاهم همةً ، وبالأصل إذ كنت شريفٍ ومنصبٍ كريم .
يَدِقُّ عَلى الأفكارِ ما أنتَ فاعلٌ .... فَيُتركَ مَا يخفَى ويؤخَذُ ما بّدا
يعنى : أن ما تبتدعه من المكارم يخفى على أفكار الشعراء فيذكرون ما ظهر منها ويتركون ما خفي ، وليس يريد أن المتقدمين بك في المكارم يأخذون ما ظهر منك ويتركون ما خفي ، ولو أراد ذلك لما أتى بالأفكار ولقال : يدق على الكرام.. قال ابن جني : هذا البيت مثل قول عمار الكلابي :
ما كل قولي مشروحا لكم فخذوا ..... ما تعرفون وما لم تعرفوا فدعوا
ولكم تحياتى / نبيل محارب السويركى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق