الجمعة، 1 أبريل 2016

** ( أشباح الجوع) ** // بقلم الشاعر / بشري العدلي محمد // مجلة ~ فيتارة القلم الذهبي

قصيدة ( أشباح الجوع)
بقلم / بشري العدلي محمد
الجوع يضرب في بطون المتعبين
يتجرعون الصمت في حــزنٍ دفين
والبؤس يملأ في الكوؤس جميعها
والله ما أشقى حـــــــياة البائسين !
فترى الجسوم الواهنات تصرعت
وترى وجــــوها بائسات تستكين
وترى العــــيون الباكيات كأنها
بستان طهر سوف تحرقه السنين
فأب عجوز سوف يضنيه الجــوى
وأخ فـقـير في ركاب القـاعــــدين
والجوع ينهش في الحياة جميعها
لاعـزم إلا جـاء عـزم الواهـــنين
فالعـظم يخترق الجسوم بغــلظة
والجـــوع يسكن في وجوه الحائرين
والطـفـل يصـرخ كي ينـادي أمـه
والحزن غطي في جدارات الحنين
فالثدي ليس فيه شيء مثمـــــــر
والطـفل تدمع عينه دمعـا مهـين
من يرحم الجوعى بكسرة خبزهم
أو من يجفف في دموع الجائعين؟
المرأة الحسناء ضاع جمالها
ماعاد فيها من جمال كي يبين
الهم يقتل في الجمال وفي الصبا
والحزن يقتل في الفوارس أجمعين
ياليت من كذبوا علينا في الدنى
قد أطعموهم كسرة لو بعد حين
مأساتنا في الحزن فوق حدودنا
والكل ينسى أنه مــــاءٌ وطــين
فالأغـــنياء نسوا بأن أهــــلهم
يحيون جوعى كي يغذو المتخمين
وبطون جوعـانا تئن من الجـوى
ومحافل الرقص على القصر الثمين
ماحـــليتي والـدمع يـدمي أعـيني
من للحيارى واليتامى التائهين؟
من للعذارى التائهات بأرضنا
من للشيوخ العاجزين اليائسين؟
يارب وحـدك من تجـود عـليهمو
سبحـــــــانك اللهم رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق