الجمعة، 1 أبريل 2016

** .. أخلاقيا ت الفتح .. ** // بقلم المحامية / رسمية رفيق طه // مجلة ~ فيتارة القلم الذهبي

=======كلا م الجمعة=====
------أخلاقيا ت الفتح-------
دخل الرسول الكريم مكة شاخص الطرف باسط الكف شاكرا حامدا خفيض الرأس بلهج صوته بالقرآن قارئا صورة الفتح—دخل نبي الله صلى الله عليه وسلم منتصرا" والجميع ينتظر إشارة لإبادة أهل مكة وتحويلها إلى بقعة دم –وانطلقت إشارة خاتم الأنبياء بالعفو العام –نعم لقد عفا الكريم عن أهل مكة وهم الذين أخرجوه منها -عفا نبي الأمة عن كل الناس وهم الذين عذبوا وسجنوا المسلمين حتى إن -ايرفنج قال في كتابه =حياة محمد -=معلقا على قرار العفو ---كانت تصرفات الرسول ص في أعقاب الفتح تدل على إنه نبي مرسل لا على إنه قائد مظفر فقد أبدى الرحمة والشفقة على مواطنيه بالرغم من انتصاره –إذ أمر جنوده أن يعفوا عن كل السكان –بل كان يؤنب بعض قواده ويصلح من أخطاءهم ويقول لهم إن نفسا واحدة خير من أكثر الفتوح ثراء وهذا منقول عن كتاب لبشري زخاري ميخائيل—والحقيقة إن أخلاقيات العفو تمخضت عن نفوس تربوا على التراحم والتآخي –0 نفوس تمكنت من راية النصر وذاقت في السابق من ويلات التعذيب والتنكيل الكثير –نفوس حملت القرآن وفي قلبها اسم رب العالمين فجاءت لنشر الإسلام بالمحبة وليست للانتقام ولتصفية الحسابات فالله سبحانه قد مكن المسلمين ونبيهم من رقاب أعداءهم ولكن النصر لم يكن حكاية غرس أعواد المشانق لمن شنقوهم –فشنقا بشنق وإنما كانت حكاية رحمة للعالمين والعفو عند المقدرة ---كيف ينسى المسلمين صوت حبيبهم المصطفى وهو يقول من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى السلاح فهوآمن ومن أغلق بابه فهو آمن –كيف ينسى المسلمين نبي الرحمة حين قال بعض الأنصار : أما الرجل وطبعا يقصدون النبي ص فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته—فنبأه العليم الخبير فقام الرسول ص وجمع الأنصار وقال :قلتم أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته -ألا فما اسمي إذا" ألا فما اسمي إذا –ألا فما اسمي إذا –أنا محمد عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم فالمحيا محياكم والممات مماتكم –فبكوا ----هذا هو محمد بن عبد المطلب شفيع الأمة –هذا هو محمد الذي وصفه ربه بالخلق العظيم –هذا هو محمد خاتم الأنبياء سليل إبراهيم خليل الله الذي يدرك معنى الإنتماء--------كيف ينسى المسلمين محمدا وهو يأخذ مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة ليصلي في جوف الكعبة ثم يرده إلى صاحبه قائلا" هاك مفتاحك يا عثمان اليوم بر ووفاء ولم يكن يوم ظلم وعدوان أو مكر وقد كان باستطاعة النبي أن يضع المفتاح في يد بني هاشم أو في يد زعيم من أصحابه أو يعطيه لابن عمه علي كرم الله وجهه لأنه كان قد طلب من الرسول أن يجمع له شرف الحجابة مع السقاية ولكن محمد ص كان في يوم الإنتصار يبغي إعلاء قيم البر بالوفاء لأنه أولى من الاستئثار بمفتاح الكعبة –فلم يكن من شيم الفاتحين المسلمين السرقة والسلب والنهب –فنبينا حين فتح مكة فتحها بنصر وتركها دون أن يمس فيها احدا" بأي أذى فبقي الملك لأهل قريش كما كان قبل الفتح ---فهل نحن من أخلاق رسولنا بشيء --فكم من فتوحات قتلت ودمرت وسرقت وقطعت فيها الدماء –كم من فتوحات قست فيها القلوب ونسيت فتح مكة وأخلاق محمد وهو داخل بالنصر المبين شاخص الطرف خافض الرأس تواضعا لله ----فأين نحن من هذا الرسول الكريم فلنتعلم منه خلق الحياة وأدب الإيمان –الله –كم نحن ظالمون فلك الحمد ومنك نستغفر جهل محبتنا لرسولك –فحياة النبي وسيرته النبوية درس ينبغي ان ندرك منها كيف نعيش ولكي نحيا لابد من محبة الرسول ومن أحب الله أحب رسوله ومن يحب الرسول يقتدي به سلوكا وعملا لا ترهات قول ----اللهم صلي وسلم وبارك على شفيع الأمة سيد الأكوان
------------صباح الجمعة
-----------المحامية رسمية رفيق طه------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق