قصيدة بعنوان (ما بالها لاتعرف الغراما) (بحر الرّجز):
مابالُها لاتعرفُ الغراما ----وهوَ حديثٌ شَغَلَ الأناما
جُنَّ بهِ قَيسٌ وكانَ يَهوى ---ليلى فلمْ يسمعْ بها مَلاما
كَمْ قد قَضى العُشّاقُ مِنْ ليالٍ --يَشْكونَ ما يَلقَونَ للنّدامى
مِنْ قِصَصٍ قد عاشَها هَواهُمْ --ذابتْ بها قلوبُهُمْ هُياما
بالوَصْلِ كَمْ قد سَعِدَتْ قلوبٌ --فَنَسيَتْ في سَعْدِها الآلاما
بالهَجْرِ كَمْ قد شَقيَتْ قلوبٌ --فذاقَتِ الأوصابَ والأسْقاما
قلتُ لها أتَجْهلينَ شيئاً ----يعرفُهُ مَنْ بَلَغَ الفِطاما !!
ويدخلُ القلوبَ دُونَ إذنٍ ----مُتّخِذاً شغافَها مُقاما
سلطانُهُ طاغٍ بلا اعْتِراضٍ --ولُغْزُهُ قد حَيّرَ الأفْهاما
قالتْ وقد تَرَقْرَقَتْ دموعٌ ---في عينِها : مَنْ ينكرُ الغراما !
مَنْ ينكرُ الشّمسَ بلا سحابٍ --والبدرَ إذْ قد بَلَغَ التّماما !
مَنْ ينكرُ النّهارَ حينَ يأتي ---والّليلَ إذْ قد لَبِسَ الظّلاما
لكنّما مصائبٌ تَوالَتْ ----فَغادَرَتْ بلادَنا حُطاما
الحربُ فيها كَشَفَتْ عن ساقٍ --فاغْتالَتِ الآمالَ والأحلاما
انظرْ الى القتلى الى الثّكالى --وانظرْ الى الجياعِ واليَتامى
قد ضاقَتِ السّبْلُ بهمْ فأضحى --مأواهُمُ الكهوفَ والخياما
أما ترى اْلأسى طَغى عليهمْ ---والحزنَ في قلوبِهمْ أقاما ؟!
قد شَغَلَ الفؤادَ ما اعْتَراهمْ ----مِنَ الأذى فَأُنْسيَ الغَراما
المهندس خليل الدولة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق