محاكمة متهم في قفص الاتهام
=====================
الجلسة الأولى
=========
القاضي : من أنت و كم عمرك ؟
المتهم : أنا الأب الأمين على أبنائي إلى يوم الدين
أخاف عليهم الهجر و الغياب و البعد و أتمنى لهم النعيم المقيم في الدنيا و الآخرة
و عمري يزيد عن 1400 عام
القاضي : من هم أبناؤك ؟
المتهم : ـ التوحيد ـ الايمان ـ الاحسان ـ الورع ـ التقوى ـ الزهد
القاضي : هل تعرف ما هي التهم المنسوبة إليك ؟
المتهم : لا أبدا فأنا أجهلها و لا زلتُ ؟
القاضي : سأقرؤها عليك الآن و هي كالآتي :
أنت تدعو إلى الجهاد و الجهاد يعني الحرب و القتل و ظلم العباد
أنت لم تحفظ كرامة الانسان فأنت تسعى للاستعباد
المتهم : الجهاد في الحياة سنة من سنن الكون و هي وسيلة عيش
أرادها لنا الله تحقيقا للعيش الكريم فالانسان خُلِق في كبد
فبالجهاد يُدفع الظلم عن النفس و يُقام العدل و يتساوى بين الناس في الكرامة و الرزق
و الحرية و رب العباد شرع في الحق الجهاد فبالعدل وحده تقام الدول
فالعدل أساس العمران والملك
القاضي : هل تُفَنِّد كل التهم إذا ؟
رُفِعَت الجلسة ..... \
يؤجل استنطاق المتّهم إلى جلسة ثانية ......
..........
الجلسة الثانية
=========
القاضي : سألقي عليك سؤالي ثانية هل تُفَنِّد كل التّهم الموجهة إليك ؟
المتهم : لا أبدا و لكن لو سمحت لي سأقول لك ما أعلمه عن تُهمتي
القاضي : لك ذلك
المتهم : تهمتي هي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة و منع الظلم وإقامة العدل و قول الحق و افشاء السلام
القاضي : ماذا ؟ هذه مبادىء الاسلام و ليست بالتهم الموجهة إليك ؟
المتهم : بلى إني أصبحت متهما بمبادئي في زمن غابت فيه المبادىء و انتشرت فيه الفتن
فإقامة الصلاة أصبحت من الحرّيات الأساسية
و الزكاة واجبة الآداء فقط على الفقير
و القوي دائما على الحق و ان كان ظالما
و الضعيف لا يُسْتَنْصِرُ له فهو الظالم الباغي
و افشاء السلام أصبح دليل ادانة بعد أن كان سبيلا للتحابب و التقارب بين الناس
الحق انزوى و الباطل طغى
القاضي : ما هذا الهراء ؟ كلنا مسلمون و بالاسلام ندين
فليس هذا ما أعنيه ؟
المتهم : مستغربا .... صمت .... لا اجابة ......
رُفِعَت الجلسة ..... \
يؤجل استنطاق المتهم إلى جلسة ثالثة ......
...............
الجلسة الثالثة و الأخيرة
==============
المتهم : مستغربا .... صمت .... لا اجابة ......
القاضي : تهمتك انك تحرض على القتل و الاقتتال و سفك الدماء
المتهم : حرضت من ؟ و قتلتُ من ؟ فلا قتل دون وجود جثة
القاضي : أن تقتل الناس بأفكارك التى تؤدي بهم إلى ارتكاب الجرائم
المتهم : أرأيت أفكاري و مبادئي هي أسانيد اتهامي
القاضي : كيف لك أن ترد على كلامي بهذا الأسلوب
و كيف لك بمجادلتي فهل أنت أعلم مني بالحقوق و الحريات و الواجبات ؟
فأنا قد درستها و شربت الكثير من مناهلها و درست كل القوانين الوضعية
التي تحافظ على البشر و حياتهم و تنظم حقوقهم و واجباتهم و علاقاتهم فيما بينهم
رفعت الجلسة دون فصل أو نطق بحكمٍ ........... \
و المتهم لا يزال في قفص الاتهام لعدم توفر أدلّة صريحة على الإدانة و الاتهام
و التعنّت و عدم الاقتناع الشخصي بقرائن البراءة
فمن بزماننا في قفص الاتهام غير الاسلام !!!!!!!!!!!!!!!!
===============================
بقلم : منيرة الغانمي ـ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق