الأربعاء، 13 يناير 2016

قــراءة نقــديــة مــعاصــرة لــتراثنــا العــربــي لكــتاب : كلــيلة ودمــنة // بقلم الأستاذ / نبيل محارب السويركى // مجلة ~ فيتارة القلم الذهبي

قــراءة نقــديــة مــعاصــرة لــتراثنــا العــربــي لكــتاب :
... كلــيلة ودمــنة ... 
تــأليــف : عــبد الله ابــن المقفــع - الحلقة السابعة
ميـــكيافلـــية ابـــن المقفـــع
... يؤمن ابن المقفع بصلاح الراعي والرعية عن طريق الحوار الهادف ، والإبتعاد عن الشر . فالتعليم الصحيح يوصل الإنسان لغايته ، فلكل إنسان حاجة ، ولكل حاجة غاية ؛ ولا يكتمل العقل إلا بالتعلم والخبرة فى الحياة . ويضع الكتاب الحاكم فى موضع القوة السلطوية ، وعليه ألا يكون مستبداً طاغياً . وقد يكون هناك ثمة تطابق بين ابن المقفع وميكافيلي ، وكلاهما يسيران فى خطين متوازين ، فى أن الإنسان شرير بطبعه، والغاية تبرر الوسيلة ، وبالتعلم يصبح العقل جيداً مثقفاً ؛ بينما إصطنع ابن المقفع طريقة الحوار بين الإنسان والحيوان للوصول لمبتغاه وغرضه لدرجة أنه أُتهمَ بالزندقة والإلحاد وقتل على أثر ذلك .
... وتبدو الهوامش الميكيافلية لدى ابن المقفع فى أن الإنسان أقرب للغريزة بطبيعته ، والغرائز التى تُثير الإنسان نحو رغباته فى الإنتصار على خصومه ، والتملك والرغبة والخداع ، فثم ضبط لهذه الغرائز بالتعلم والتهذب ، والإنسان والحيوان يقترب من هذه الصفة . وهكذا إقترب ابن المقفع من الواقع كثيراً لما يدور فى المجتمع ومحاكاته وفلسفته من قبل السلطة الحاكمة والقائمين عليها من تحكم ونفوز ودسائس ، والضعيف لا يجرؤ على مقاومتها إلا بالحيلة والخروج باقل الخسائر للتخلص من جبروت الطاغية الظالم . وتأملت الآية القرآنية كثيراً عند قرائتها :" ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " الروم - 41 صدق الله العظيم ..... يتبع
ولكم تحياتى 
 نبيل محارب السويركى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق