الأحد، 27 سبتمبر 2015

تأصيل الفكر ..فى حقيقة عذاب القبر ...........بقلم | محمود عبد الخالق عطيه المحامى....مجلة فيتارة القلم الذهبي

تأصيل الفكر ..فى حقيقة عذاب القبر ……والرد على الزنادقة والملحدين قديما وعلى القائلين باستحالته حديثا……بداية لابد أن نعرف أنه ليس أى أحد حجة على الدين مهما بلغ من العلم …..والكل يؤخذ منه ويرد الا المعصوم صل الله عليه وسلم …قالوا باختصار = فاننا نكشف القبر فلا نجد فيه ملائكة عميا صما يضربون الموتى بمطارق من حديدولانجد حيات ولا ثعابين ولا نيرانا تؤجج.وغيرها من هذا القبيل…ومن المنكرين له حديثا العلامة الشيخ الشعراوى – رحمه الله – وتعلل بأن القاعدة تقول لا عقاب ولا عذاب بدون حساب ……والحساب يكون فى الآخرة .فبالتالى ينتفى عذاب القبر ……ونرد عليه بعون الله وتوفيقه فنقول = يقول الله تعالى -ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون -التوبة 55- …..فهذه الآية وغيرها الكثير أثبتت العذاب فى الدنيا قبل الحساب فى الآخرة ..قال الله تعالى -و اذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مطرفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (16) الاسراء ..وهلاك القرية هل هو الا العذاب فى الدنيا ؟.ولضيق المقام نأتى بكلا م العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى فى كتابه الروح يقول = توجيه لطيف فى اثبات عذاب القبر – أن الله سبحانه وتعالى جعل الدور ثلاثا .دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار .وجعل لكل دار أحكاما تختص بها .وركب هذا الانسان من بدن ونفس .وجعل أحكام دار الدنيا على الأبدان .والأرواح تابعة لها .ولهذا جعل أحكامه الشرعية مرتبة على مايظهر من حركات اللسان والجوارح وان أضمرت النفوس خلافه ….وجعل أحكام البرزخ على الأرواح .والأبدان تبعا لها .فكما تبعت الأرواح الأبدان فى أحكام الدنيا فتألمت بألمها والتذت براحتها وكانت هى التى باشرت أسباب النعيم والعذاب .تبعت الأبدان الأرواح فى نعيمها وعذابها ..والأرواح حينئذ هى التى تباشر العذاب والنعيم …….فالأبدان هنا ( فى الدنيا ) ظاهرة والأرواح خفية .والأبدان كالقبور لها …والأرواح هناك ( فى البرزخ ) ظاهرة والأبدان خفية فى قبورها ..تجرى أحكام البرزخ على الأرواح فتسرى الى أبدانها نعيما أو عذابا .كما تجرى أحكام الدنيا على الأبدان فتسرى الى أرواحها نعيما أو عذابا ….وقد أرانا الله سبحانه بلطفه ورحمته وهدايته من ذلك أنموذجا فى الدنيا من حال النائم ….فان ماينعم به أو يعذب فى نومه يجرى على روحه أصلا والبدن تبع له .وقد يقوى حتى يؤثر فى البدن تأثيرا مشاهدا ..فيرى النائم فى نومه أنه ضرب فيصبح وأثر الضرب فى جسمه….ويرى أنه قد أكل أو شرب فيستيقظ وهو يجد أثر الطعام والشراب فى فيه ويذهب عنه الجوع والظمأ ….وأعجب من ذلك أنك ترى النائم يقوم فى نومه ويضرب ويبطش ويدافع كأنه يقضان وهو نائم لا شعور له بشئ من ذلك ….وذلك لأن الحكم لما جرى على الروح استعانت بالبدن من خارجه ولو دخلت فيه لاستيقظ وأحس ..فاذا كانت الروح تتألم وتنعم ويصل ذلك الى بدنها بطريق الاستتباع .فهكذا فى البرزخ .بل أعظم .فان تجرد الروح هنالك أكمل وأقوى وهى متعلقة ببدنها لم تنقطع عنه كل الانقطاع …..فاذا كان يوم حشر الأجساد وقيام الناس من قبورهم صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح والأجساد ظاهرا أبديا أصلا …..ومتى أعطيت هذا الموضع حقه تبين لك أن ما أخبر به الرسول من عذاب القبر ونعيمه وضيقه وسعته وضمه وكونه حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ..مطابق للعقل ..وأنه حق لا مرية فيه .وأن من أشكل عليه ذلك فمن سوء فهمه وقلة علمه أتى كما قيل =وكم من عائب قولا صحيحا * وآفته من الفهم السقيم …..وأعجب من ذلك أنك تجد النائمين فى فراش واحد وهذا روحه فى النعيم ويستيقظ وأثر النعيم على بدنه .وهذا روحه فى العذاب ويستيقظ وأثر العذاب على بدنه ….وليس عند أحدهما خبر بما عند الآخر .فأمر البرزخ أعجب من ذلك ….وهذا وقد بلغت أحاديث عذاب القبر ونعيمه وضمته حد التواتر ……..فمنها – لقد ضم صاحبكم فى القبر ضمة – صحيح …..وفى الصحيحين عن ابن عباس أن النبى صل الله عليه وسلم مر بقبرين فقال = انهما ليعذبان وما يعذبان فى كبير…أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة ثم دعا بجريدة رطبة فشقها نصفين فقال = لعله يخفف عنهما مالم ييبسا – صحيح رواه البخارى ومسلم وأحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه ….وفى صحيح مسلم وجميع السنن عن أبى هريرة أن النبى صل الله عليه وسلم قال = فاذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من اربع = من عذاب جهنم .ومن عذاب القبر .ومن فتنة المحيا والممات .ومن فتنة المسيح الدجال والأحاديث كثيرة ونكتفى بهذا لضيق المقام والله أعلى وأعلم.. بقلمى | محمود عبد الخالق عطيه المحامى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق