فرار / بقلم..الشاعرة القديرة/ هيام حسن العماطوري...المحررةياسمينةالكاشف/تحياتي.
مقامة أدبية رقم (٧) بعنوان - فرار -
بقلم الكاتبة هيام حسن العماطوري/ سوريا.
وبعد يا أصحاب . .أقفلت راجعاً بعد غياب ..وسلوت حكايتي مع الحورية... رميتها خلفي فأمست ذكرى وسراب .. شددت للرحيل زوادة .. وعدت مدبراً أيها السادة ...تدنو خطواتي من مضارب الحي ...وفي قلبي رجفة تعب وعي ...تبحث عيوني عن طريق ..اختصره دون رفيق ..دلفت في طرقات ترابية..راجياً الأبتعاد عن البرية ..كانت رحلة فيها الصعاب ..وما ينتظرني من لوم وعتاب .. لقد رجعت خالي الكف ...خسرت كل شيء إلا شبكة الصيد نعالي والخف ...وسرت في الوهاد ...أحمل همي المعتاد ..وأنا على هذا الحال ...والشمس غادية إلى الزوال ..لاحت لي من بعيد أحلامي الثكلى ...تتراءى أمامي بشيء جديد ...فقلت محدثاً نفسي : لا تقنط يا ولد ...من رحمة الخالق الأحد ..وأعتمد عليه في قوادم الأيام فهو خير معين وسند .. وأخذت تتجاذبني الافكار .. وخطواتي تدنو بي مهرولة نحو الديار ...حتى ازدانت أمامي بيوت الضيعة ..شامخة كما القلعة .. وصاحبكم عائد خائر القوى من رحلة بحرية ..صفر اليدين بلا هوية ..وصلت أقدامي أرض الدار ..فتشهق القلب و أحتار ..هل أطرق الأبواب . .او أقبع في انتظار ..وما بين أخذ ٍ وصد ..جائني الجواب والرد ..فتحت لي امي الباب ..هللت لعودتي سالماً .. وضمت قلباً صائماً ..وجلست بقربي على أريكة ..من الصوف الملون محاكة ..وكل حين تأخذتي بالاحضان ..وتطرح قولها ..حمداً لله على السلامة يا همام ..وصل صيتك اطراف المعمرة ..وكيف انقذت حورية مسحورة ؟ ..وأردفت بالقول . .سأل عنك البعيد والقريب ..وأولهم أبنة عمك المغمورة ..وهل تعلم يا ولدي . .. بنات الربع تيمت فيك يا فلذة كبدي .. المتواضعة منهم والمغرورة ..فأجبتها : أنا لم أفعل الا الواجب .. هو ما دعتني إليه أخلاقي الغيورة ..ولما بدت عيناي الدموع تغالب .. طفقت تمسح المحاجر ..و تجزل حنانها في قلبي المنكسر الحائر.. ..ما لبثت أن ضمدت الجروح .. وأنعشت ببلسم كلماتها الروح ..وأتتني بغطاء قديم ...لفت به جسدي السقيم . .نمت ليلتي بهناء ..بعد ان شبعت من الطعام ومن العناء . .ثم عادت فحدثتني عن ابنة عمي المزدانة بالشناعة ..وعن رغبتها بي زوجاً وقريناً ياجماعة .. كان الخبر كالانتحار ..وقعه كطعان جيش جرار ..فقلت : اماه بالله عليك كفي عني هذا الخيار . .فأنا مغادر غدا ً الديار ..ألم تبقى إلا وداد . .قرينة هذا الفؤاد ...؟ ضائع أنا .. وبت فارساً بلا جواد .. كفي عني بالله عليك .. فنمت ليلتي يغالبني السهاد ..و ما كان مني أيها الرفاق إلا أن حملت حوائجي وتجهزت للسفر ..مررت بمعاذ وقد أنتابه مثلي الضجر ..فمشينا ننشد للرحيل طريق ..قطعنا البيداء القاحلة حرها حريق ... وشحذنا الهمة لنواجه العناء .. وسرنا في الفيافي و القفار نعب من خمرة الاسفار ..فالسفر أمسى سوسة تنخر عظامي ومشاعري المحسوسة ..و خرجنا من الديار ..لا أمل بعودة قريبة ولا لذلك اصرار ..و على مشارف المدينة ...وصلنا ..غايتنا أن نجد عملا ً عليه القيمة ..فدعونا نستريح .. ايها الأبرار من كلل المشوار ... لأحدثكم قصتي في الجوار .. وكيف تعرفت إلى شهبندر التجار ؟ ..إلى ذلك الحين أستميحكم العذر... في الانتظار ...أصبر مهجتي للقائكم على أحر من جمر النار .. .وأستودعكم الله و قلبي بيد صاحب الأمر الجبار...
مقامة أدبية رقم (٧) بعنوان - فرار -
بقلم الكاتبة هيام حسن العماطوري/ سوريا.
وبعد يا أصحاب . .أقفلت راجعاً بعد غياب ..وسلوت حكايتي مع الحورية... رميتها خلفي فأمست ذكرى وسراب .. شددت للرحيل زوادة .. وعدت مدبراً أيها السادة ...تدنو خطواتي من مضارب الحي ...وفي قلبي رجفة تعب وعي ...تبحث عيوني عن طريق ..اختصره دون رفيق ..دلفت في طرقات ترابية..راجياً الأبتعاد عن البرية ..كانت رحلة فيها الصعاب ..وما ينتظرني من لوم وعتاب .. لقد رجعت خالي الكف ...خسرت كل شيء إلا شبكة الصيد نعالي والخف ...وسرت في الوهاد ...أحمل همي المعتاد ..وأنا على هذا الحال ...والشمس غادية إلى الزوال ..لاحت لي من بعيد أحلامي الثكلى ...تتراءى أمامي بشيء جديد ...فقلت محدثاً نفسي : لا تقنط يا ولد ...من رحمة الخالق الأحد ..وأعتمد عليه في قوادم الأيام فهو خير معين وسند .. وأخذت تتجاذبني الافكار .. وخطواتي تدنو بي مهرولة نحو الديار ...حتى ازدانت أمامي بيوت الضيعة ..شامخة كما القلعة .. وصاحبكم عائد خائر القوى من رحلة بحرية ..صفر اليدين بلا هوية ..وصلت أقدامي أرض الدار ..فتشهق القلب و أحتار ..هل أطرق الأبواب . .او أقبع في انتظار ..وما بين أخذ ٍ وصد ..جائني الجواب والرد ..فتحت لي امي الباب ..هللت لعودتي سالماً .. وضمت قلباً صائماً ..وجلست بقربي على أريكة ..من الصوف الملون محاكة ..وكل حين تأخذتي بالاحضان ..وتطرح قولها ..حمداً لله على السلامة يا همام ..وصل صيتك اطراف المعمرة ..وكيف انقذت حورية مسحورة ؟ ..وأردفت بالقول . .سأل عنك البعيد والقريب ..وأولهم أبنة عمك المغمورة ..وهل تعلم يا ولدي . .. بنات الربع تيمت فيك يا فلذة كبدي .. المتواضعة منهم والمغرورة ..فأجبتها : أنا لم أفعل الا الواجب .. هو ما دعتني إليه أخلاقي الغيورة ..ولما بدت عيناي الدموع تغالب .. طفقت تمسح المحاجر ..و تجزل حنانها في قلبي المنكسر الحائر.. ..ما لبثت أن ضمدت الجروح .. وأنعشت ببلسم كلماتها الروح ..وأتتني بغطاء قديم ...لفت به جسدي السقيم . .نمت ليلتي بهناء ..بعد ان شبعت من الطعام ومن العناء . .ثم عادت فحدثتني عن ابنة عمي المزدانة بالشناعة ..وعن رغبتها بي زوجاً وقريناً ياجماعة .. كان الخبر كالانتحار ..وقعه كطعان جيش جرار ..فقلت : اماه بالله عليك كفي عني هذا الخيار . .فأنا مغادر غدا ً الديار ..ألم تبقى إلا وداد . .قرينة هذا الفؤاد ...؟ ضائع أنا .. وبت فارساً بلا جواد .. كفي عني بالله عليك .. فنمت ليلتي يغالبني السهاد ..و ما كان مني أيها الرفاق إلا أن حملت حوائجي وتجهزت للسفر ..مررت بمعاذ وقد أنتابه مثلي الضجر ..فمشينا ننشد للرحيل طريق ..قطعنا البيداء القاحلة حرها حريق ... وشحذنا الهمة لنواجه العناء .. وسرنا في الفيافي و القفار نعب من خمرة الاسفار ..فالسفر أمسى سوسة تنخر عظامي ومشاعري المحسوسة ..و خرجنا من الديار ..لا أمل بعودة قريبة ولا لذلك اصرار ..و على مشارف المدينة ...وصلنا ..غايتنا أن نجد عملا ً عليه القيمة ..فدعونا نستريح .. ايها الأبرار من كلل المشوار ... لأحدثكم قصتي في الجوار .. وكيف تعرفت إلى شهبندر التجار ؟ ..إلى ذلك الحين أستميحكم العذر... في الانتظار ...أصبر مهجتي للقائكم على أحر من جمر النار .. .وأستودعكم الله و قلبي بيد صاحب الأمر الجبار...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق