الأربعاء، 24 مايو 2017

براءة ذمة ...... الشاعر المبدع ......حمودة سعيد محمود

(  بـــــــراءة ذمــــــــة  )

خُذْ في حياتِكَ موقفًا مُتريِّثا
 والعنْ رعاةَ الفسقِ صُبْحا والمسا

واثني عليهم بالحذاءِ تفضُّلا
 فالكلُّ أصبحَ عاليًا متغطرسا

وإن استطعْتَ بأنْ تجزَّ رقابَهُم
 فافعلْ ولا تخجلْ وكنْ متحمسا

واهبطْ على رأسِ الفسادِ وقلْ لهُ
 قد صارَ وجهُكَ يا قبيحُ منجسا

منْ كانَ يدركُ أنَّ قومًا مثلهم
 جعلوا الفسادَ غريزةً لمن احتسى

فلتعذروني إن بصقتُ عليهم
 فلكمْ شربتُ يا صديقُ من الأسى

ولكمْ لبستُ من الثيابِ قبيحِها
 ولكم أكلتُ الخبزَ عُشْبًا يابسا

فاردمْ على عهدِ الرئيسِ وقلْ لهُ
 من ذا بعهدِكَ يا رئيسُ قد اكتسى ؟ 

واحرقْ سجلَ الذكرياتِ لأنه
 جعلَ الحرامَ على الحلالِ مهندسا

حتَّى البلادةِ أصبحتْ منْ جهلِهم
 كاللصِّ يُقْبض في الدجى متلبسا

يا للرجولةِ إنَّها ماتتْ هنا
 وتحوَّلتْ أنثى الطهارةِ عانسا

فالحبُّ أصبحَ عندَها متبلّدا
 والكرهُ أصبحَ عندَهُم متمرسا

فاخلعْ جذورَ الظلمِ من ذاكَ الثرى
 وازرعْ أراضيكَ الجميلةَ سُنْدسا

واهتفْ بذاتِ الحبِ نادِ شعارَنا
 عاشَ الهلالُ مع الصليبِ مُؤسِّسا

واذهبْ إلى أرضِ الكنانةِ ثائرًا
 والحقْ أخاكَ محمدًا أو ونَّسا

واسمعْ إلى صوتِ الصلاةِ تجدْ عُلا

 تدعو لمريمَ أنْ تقومَ معَ النسا

أو لا ترى .. قرآنَنَا .. إنجيلَنَا
 اليومَ أصبحَ هاديًا ومقدَّسا

فهذى الثمارُ ثمارُ شعبٍ قد أبَى
 كيما يعيشُ محقَّرا ومسيسا

يا ثورةٌ قامتْ وهبَّتْ فجأةً
 من أجلِ أنْ تجنى الحبوبَ وتدرسا

إني أتيتُكِ رافعًا أيدي الرجا
 ما عاد جيبي – كالبدايةِ – مفلسا

فاليومَ أطمحُ أنْ أكونَ رفيقَكم
 فلقدْ مكثتُ العمرَ دهرًا يائسا

من ذا سيكرهُ أنْ يكونَ جوارَكم ؟
 كيما ينظِّفُ ذا الفسادَ ويكْنسا

فلتنصفوني إن أتيتُ إليكم
 أحتاجُ جُهْدًا مخلصًا ومكرَّسا

ولتعذروني إن ذبحتُ عروبتي
 فالكلُّ يسعى حاليًا أنْ يَرْأسا

فاليومَ أعلنُ يا شبابُ بأنَّني 
 ما عدتُ أنفعُ في الحياةِ مُدرِّسا

شعر/ حمودة سعيد محمود
الشهير بحمودة المطيرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق