قصيدة بعنوان " قالتْ و هي تُودعني ..."
يؤازِرُني أنا شجرُ اللوزِ فأنسى
حينَ يُذوِّبكِ الحنينُ في جَسدي
كُلما أضاءَني نجمٌ مشيتُ إلى آخِرِِي
حافياً نازفاً كالمسيحِ
أقتفي أثرَ الزنابقِ فيكِ
أُسَمي النَّمَشَ المُبعثرَ على حافةِ نهديكِ حجلاً
أخبَرني أنَّ آذارَ لمْ يَزُرْ بلدي
و أنَّ التي توَددتْ إليكِ إنما كانتْ تودُّ مَصرَعكْ
قالتْ و هي تودعُني
و أنا أُوشِّحُ صدرَكَ بالألمْ
نَسِيتُ أن أقولَ ما أروعكْ
فلِنَّبيذِ في شفتيكَ وخزةٌ توجِعُني
و تُقنِعني بأنْ أُقنِعَ الوجعَ اللذيذَ
كي يثورَ في وجهِ العَدمْ
ليحْملَني على كتفيهِ كي أتبعَكْ
لحَستُ دمعةً عبرتْ شفَتيْها شمالاً
رأيتُ المَدى مُشْبَعاً بالنوارسِ
و غيمتينِ تتموَجانْ ... تتوَجعانْ
و الصَّدى يبكي لبُكائِهما و السندِيانْ
قبلَتني ثم قالتْ و هي تودعُني
أنا التي طوَّعتْ عواطفُها الضجَرْ
و أوقَفتْ نبضَ قلبِها في انتظارِكْ
فخُذني إليكَ و فُلَّني كي أكونْ
ألا يفلُّ الأُرجوانَ إلا الأُرجوانْ ...!
فلا أمي سَتوبخُني
إذا تفحَّمتْ على يديكَ أُنوثَتي
و خِفتَ أنتَ عليَّ من فراشةٍ أنْ تُفزِعَني
حَلَّقتْ فوقَ هرَمينِ صغيرَينِ
تفتَّقا في غفلةٍ من جسَدي
فأكرمتُ مثواهُما منْ أجلكْ
و حاشا لبناتِ آذارَ الأنيقاتِ
و قدِ استَحلفتُها بربِّ الأقحُوانْ
و أنتَ حبيبي أنْ تَقُضَّ يوماً مَضجعَكْ
قالتْ و هي تُعِد نفسَها لي و لنفْسِها
سلامٌ عليكَ يومَ أدمنتَني
و يومَ أهديتَني قمراً لا يَبلى و لا يزولُ
من ليلتي هديتكَ الأخيرةَ
خِفتُ عليها منْ عسلِ الغموضِ
و خِفتُ على فنجانِ قهوتِها منَ الأسَى
و على ليلةِ حبٍّ قد لا تطولُ
فانتدَبتُ قلبي حاكماً على عَصْفِها و رُمانِها
و نَسمةٍ ما كانَ لها أنْ تكونَ
لولا أنها لمستْ قَصَّةَ شَعرِها
و قبَّلتُ شفاهاً كانتْ تُربي ضَحكةً
تختزلُ آذارَ كلَّهُ
و تُجَنِّنُ أَعْقَلَ الكمنجاتِ حينما لا تقولُ
و أنا أصْرِفُ قالتْ عنكَ كيدَهُمْ
كم سأكونُ سَخيفةً ...!
إذا نَسِيتُ أن أقولَ ما أروعكْ
ما أروعكْ... ما أروعكْ .
أحمد بوحويطا أبو فيروز
% المغرب %
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق