سألني صديقي النحويُّ : ما هو إعراب القمر ؟ وهل يشكل وحده جملة مفيدة ؟
وهل ستكون اسمية أو فعلية ؟ فاذا كانت اسمية فأين المبتدأ وأين الخير ؟
واذا كانت جملة فعلية فأين الفاعل والفعل والمفعول به ! وهل تستطع كلمة
القمر أن تكون مضافاً أو مضاف اليه ؟ أو صفة تتبع الموصوف ؟ وهل القمر اسم
أعجميّ ممنوع من الصرف أم أنه عربيّ يدخل في لغتنا كأي اسم له خبر ؟ قلت
لصديقي : هل أبقيت لديك من الأسئلة حتى تفاجأني بها مستقبلا كي أعدّ له
عُدّة وأختار له مُدّة ! قال لا أملك في هذا الشأن أي سؤال آخر !
قلت له : لن أجيبك من باب النحو والاعراب الذي تحب ! لكنني سأجيبك بجواب
من عندي عن القمر ليس له دخل في أسئلتك ! اسمع يا صديقي ان القمر بالذات له
من الأصحاب من يعتلي السطح ومن يقف لدى الباب ! القمر هو الوحيد الذي يتفق
على جماله البشر ويتغازل فيه الشعراء والأدباء وقت السّحَر ! فاذا أدخلناه
في الجملة الاسمية يكون رونقها كالقمر منير ! واذا أدخلناه جملة فعليه فهو
الجميل مثل رأيت القمر مشرقا ! هنا يكون مفعول به منصوب ! فهو كما ترى
ينير الأفعال ويشرق الأسماء وكما تراه يعتلي الأفق لينعم الجميع ببهائه
ويفرح الجميع عند لقائه والنور منه لا يُحرم منه أحد فالعدل من صفاته
والاشعاع في جنباته ! فيا أيها القمر الجميل أهديك بعضاً من نسمات الحب
الذي يتغدى من بوح روحك وعطرك ! وأهدي كل حبيب لي بعضاً من ألقك وبعضاً من
نسماتك ! الأديب وصفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق