قراءة نقدية معاصرة لرواية : ( عصفور من الشرق ) .
للأديب : توفيق الحكيم (1898 - 1987) - الحلقة الثالثة -
... عرض الحكيم نظرته لعالم الشرق والغرب على لسان (إيفانوفتش ) العامل الروسي الفقير الذي كان يرتزق في فرنسا ، وأصر على أن قمة العظمة تسكن الشرق لما به من عالمين . عالم الأرض والسماء ؛ أما الغرب الذي جرد الإنسان من إنسانيته ، قيمه ، أخلاقياته ، مبادئه ، وحوله الإنسان لألة صماء تكدح من أجل لقمة المعش المغمومسة بالدم .. فهو ساذج ، واهم أيما وهم إذا ظن أنه وصل وارتقى لشيئ ، ويكون مخدوع من لا يري أن الشرق هو جذور الحضارة الكاملة .
... فإذا اعتبرنا أن أوروبا هي المولود الناتج من اندماج افريقيا وأسيا ، فسنجد أنها فتاة جميلة باردة أخذت إرثها الشرعي مقدماً من والديها ، وأول ما فعلت كان قتلهما ؛ ولكن المشهد لن يكتمل إلا إذا نظرنا لرد فعل الشرق علي هذه النهضة المزعومة ، فنجد أن الشرق تحول إلى غابة على رأس أشجارها قرود ومسوخ تضرب فى الأرض حائرة . هذا يقع كله فى حب ( سوزى) الغربية الفرنسية لمحسن الشاب الشرقي العربي منذ البداية ، والذي لم يكن أوفر حظاً معها من حظ الشرق والغرب ..... يتبع
ولكم تحياتى / نبيل محارب السويركى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق