الجمعة، 11 ديسمبر 2015

♠ بلاد لا تحترم النساء ♠ /// بقلم ا.د/ محمد موسى /// مجلة ♠ فيتارة القلم الذهبي

القصة القصيرة
بلاد لا تحترم النساء
  كنا قد تعلمنا أننا كلما تطورت عقولنا كلما عرفنا فضل النساء ، وتعلمنا ونحن صغار أن نأخذ بيد الأخوات ، وأن توصينا أمهاتنا بأن أختك أمانه حافظ عليها ولا تترك يديها ، وكبرنا فإذا هذه الكلمات مازالت ترن في الأذهان وتغير فقط من في يدي من أخت الي حبيبة الي زوجة أفعل معها ما أوصتني به أمي ، وتعلمنا في صغرنا أن البنت مثل الولد لا يختلفان إلا في شئ واحد وهو أن البنت مهما صغرت هي أم عندما تكون صغيرة تلعب بالعروسة وتهننها كما تفعل الأم بأطفالها ، وتعلمنا أن الأخذ بالرأي لا يفرق بين رأي بنت أو ولد ، وتعلمنا أن يحترم كل منا رأي الأخر إتفق أو إختلف معه وتعلمنا أن الأم في البيت هي وزيرة المالية التي تجيد إدارة محفظة البيت ، وجد المال بوفرة أم لا ، فهي تجيد الإلتفاف حول الظروف حتى توفر للبيبت حاجاته ، وتعلمنا أن نأخذ بمشورة الكبير وكانت الأم تقول من ليس له كبير فاليبحث له عن كبير ، وتعلمنا أن الأب إذا حضر الي البيت ، أول ما كان يفعله أن يقبل يد الأم ورأسها ، وكبرنا وهذه الصور ماثلةً أمامنا إحترمنا شريكة الدرب وزميلة رحلة الحياة ، وعندما نرى في الأفلام أو المسلسلات أن رجل يسب إمرأة أو يتعمد إهانتها ، نقول هذه الأحوال لا نعرفها ولم نتربى عليها ، ناهيك على أن ترى رجل يضرب إمرأة ، نقول هل لم يسمعوا هؤلاء رسول الله وهو يقول ( إستوصوا بالنساء خيراً ) ، وقوله ( لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم ) ، وتعكس هذه السلوكيات علاقة بعيدة عن المعروف قريبة من حياة الهمجية ، حتى عندما ترى أن بلاد تبيع النساء إما بالزواج الغير مضمون كما يحدث في بعض القرى التي تزوج البنات الصغيرات الي شيوخ ، ولا يستمر الزواج ، وتعود الي بيت أهلها ، ومعها ولد أو إثنين ، وفي عيادة طبيب أسنان صديق في يوم من الأيام ، رأيت سيدة جميلة وتحمل طفلاً ومعها رجل عربي شيخاً كبيراً يرتدي شبشب ، ويلعب في أظافر قدمه القذرة ويجلس بطريقة غير معتادة ، وعرفت من الطبيب أن هذا الشيخ زوجها ، وفي مرة إخرى في نفس العيادة ، وجدتها وحدها وطفلها فسألتها عن زوجها ، قالت طلقني ، تعجبت من كلامها ، فإذا هي تقص عليَ حكايتها ، وفي مرة إخرى سوف أروي قصتها ، أما اليوم فأفول عنها قولاً سمعته منها لن أنساه أبداً ، عندما قالت لي أريد أن أتزوج رجلاً نظيفاً ، في جسده وفي عقله ، تحية لكل سيدة ، فالمرأة يا سادة إذا قلنا عليها أنها نصف المجتمع ، فإنها أنجبت وربت وأطعمت من جسدها ثم بيدها النصف الأخر ، حتى إستطيع أن يطعم نفسه بيده ، ومجتمع لا يعرف للمرأة قدرها ، هو مجتمع بعيد عن المنطق في الحياة ، ويخرج بنات وبنين لهما أفكاراً مشوهه ، وأنا من الذين يحمدون الله على أني تربيت في بيئة سوية تعرف للأنثى قدرها وعندما كبرت ، إنعكست تربيتي في الصغر على حياتي وأصبحت المرأة من أهم إن لم تكن أهم ما في حياتي.
  ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق