بسمة الصباح========
-----------الملك-----------
جميع الكائنات البشرية تتوحد وتختلف في الطباع والتكوين البشري والرؤية والفكر وفقا للارضية التي تنشأ منها وتترعرع في جملة من المفاهيم الذاتية التي تتولد من عدة عوامل لن ادخل في سياقها ومهما اختلفت الطبائع او الافكار فانهم يجتمعون ويتوحدون في بوتقة واحدة نظرا للتقارب التاريخي والسياسي والبشري فنجد ابن المغرب يلتقي مع ابن سورية او غيره في رؤيته لصور الحياة –نجد عيون فكره تتجه الى نفس المنحى التي ينظر اليها ابن مصر او ابن اليمن وذلك بسبب طبيعة الارض العربية التي وحدت بيننا بالتاريخ وبالدم وباصالة المنشأ –فالثقافة العربية وخاصة ثقافة التربية وثقافة الربط والاستنتاج والاستدلال هي تقريبا واحدة عند الجميع وبالتأكيد هناك فواصل في اسلوب الحركة والمنهج ولكنها جميعا تؤدي الى منبت واحد ---فالمتعارف عليه عند العربي بانه لا يدرك معنى عملية التوازن في حياته ولا يعلم معنى سلالم الدنيا فجميع الدرجات عنده واحدة ولا يعرف كيف يتعامل مع الظروف والمستجدات الطارئة فنجده يأخذ بامور ليتجاهل الاخرى او يلغيها من حياته بالرغم من معرفته بان الحياة لا يمكنها ان تستقيم الا بالاحاطة الكاملة والشاملة لكل الجوانب ولايمكن للانسان ان يرتقي سلم النجاح الا بالعمل المتوازن بحيث يعطى لكل امر حقه وهذا يدفعني الى قصة من الخيال ترسم بالصورة فكرتي وتقول هذه القصة بان هناك ملكا لديه اربع زوجات وطبعا كان يهمل الاولى بالرغم من حرصها وحبها له ويعشق الرابعة ويخشى على الثانية من تركه والهروب مع شخص اخر واما الثالتة فكان يحبها لانها كانت تساعده وقت الشدائد وتحوز عنه المصاعب وجاء يوم ومرض الملك وطلب من زوجاته الثلاث مرافقته الى القبر ولكنهم رفضوا حتى جاء صوت زوجته الاولى متبرعة بمرافقته والبقاء معه الى القبر----طبعا هي قصة من الخيال ولكن في الحقيقة كل انسان لديه صورة هذا الملك ---قد يسأل احدنا كيف فأقول : فالزوجة الاولى تمثل علاقتنا مع الله والاخرين وغالبا ما نهملها وننساها في زحمة الحياة ---فهي اعمالنا التي سترافقنا الى القبروستبقى معنا اما الزوجة الثانية فهي تمثل الما ل والعقارات التي تدفعنا الى ارتكاب الجرائم للبقاء عليها وهي ستتركنا نذهب لوحدنا الى قدرنا المحتوم لتبقى في حوزة الغير واما الزوجة الثالثة فهي تمثل الاهل والاصدقاء والابناء فجل ما يقدموه لنا في رحلتنا الى الموت دموع واهات تنتهي فور عودتهم من القبر واما الزوجة الاخيرة فهي تمثل اجسادنا فمهما اعتنينا بها واشبعنا شهواتنافستتركنا عند الموت -------اذا فالبقاء الاقرب للانسان في نهاية حياته هو العمل الصالح فلتكن حياتنا ممنهجة بوعي وادراك ولنعمل في دنياننا وكأننا سنعيش ابدا ولاخرتنا وكأننا سنموت غدا وهذا الامر لن يتحقق الا بمنطق المصالحة مع الذات القائم على الادراك الكامل لمعنى قيمة الانسان ومعنى الحياة الذي يحقق له التوازن في حياته فيصل الى امتلاكه لكل شيئ دون اهمال او تجاهل لامر على حساب الامور الاخرى ---فجميع البشر بكل الاختلاف والتقارب يلتقون تحت بوتقة تقافة عدم التوازن والحساب المنطقي للحياة----صباح النور
--------------------المحامية رسمية رفيق طه----------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق