( مزواج أنا يا قوم , لي زوجتان , لكني لم اشبع من الحب و الغرام ابدا )
كانت ( فرح ) تلك الطفلة الجميلة بنت الجيران , منذ ان كنت طفلا اركض خلفها و تركض ورائي كاننا عشقنا قبل ان نفهم لغة العشق , فكبرت أنا و كبرت فرح و درسنا في الجامعة و تزوجنا و عشت مع فرح كل معاني الفرح و السعادة معها و منها تعلمت الحب و الغرام و تفانينه العذبة , مرت الايام و الاشهر و السنون , و رزفت من فرح بولد اسمه ( سعيد ) و ثلاث بنات , ( بسمة ) و ( افراح ) و ( سعاد ) و عشنا كاجمل عائلة في اجمل زمان و احلى مكان , حينما كنت ارى عيون فرح كان تتوقف دائرة زماني و اشعر انني لا اكبر ابدا و الشباب و نضارته قد سكنتني , عشقي لفرح كان يسرى في عروقي و بعض مكونات دمائي , هي نبض قلبي , هي كل ما املك , بل هي التي ملكتني , ذات يوم اتفقت انا و اصدقائي للذهاب في نزهة للريف , لكن حبيبتي زوجتي فرح رجتني و بكت بين ذراعي طويلا قالت ارجوك ابق معي لا تذهب , اريدك بقربي , لا تبتعد , لم ارها في هذه الحالة من اللهفة و الخوف علي كانني طفلها الذي سيفارق حضنها الى الابد , ثم قبلتها على جبينها بلهفة و ضممتها الى صدري طويلا كانني اطمئنها على عودتي لها بسلام , لكنها سارت معي نحو باب البيت , و عيناها تذبلان كأنما يقولان , أن أمرا ما سيحدث و هذا الامر ليس بخير ابدا , تبا لغباءي ليتني استمعت لك يا فرح , ليتني استمعت , ثم قبل ان اغادر المنزل ذرفت حبيبتي فرح من المقل دموعا حرى , و لكنني ذهبت , كنت انا و اصدقائي قد اتفقنا ان يذهب كل منا بسيارته منفردا , فانطلقنا نحو الريف و ا لمسافة كانت طويلة , و في الطريق شعرت بالنعاس قليلا , حيث اصدقائي سبقوني ببعض مسافة , فتوقفت عند استراحة في الطريق و تناولت العصير ثم غفوت قليلا في سيارتي , ثم استيقظت على صوت عذب يقول , سيدي , سيدي , استيقظ , سوف تتأخر , فلما وجهت نظري نحو مصدر الصوت و اذا فتاة عشرينية تشبه الحور العين كانها نزلت من السماء , شقراء لها عينان زرقاوان يخطفان البصر مع البصيرة , لم استطع ان اتكلم بحرف , فقط تخدرت , و كانني اصبت بالشلل , اومأت لها أن ماذا تريدين , قالت بهمس يقتل رجولة الكوكب بصوتها الشجئ كانه قيثارة , اريد الذهاب الى الريف يا سيدي , قلت في نفسي : ( ايتها الحمقاء تقولين سيدي و انت سيدة الدنيا بأسرها يا آسرة الدنيا ) ثم اومأت لها ان تفضلي بالجلوس , و ادرت محرك السيارة و انطلقنا لا ادرى الى اين كل في خاطري تلك العيون التي ذبحتني , ثم سألتها ما اسمك ابتها الجميلة , قالت اسمي ( احزاني ) يا سيدي , فاستغربت من هذه الاسم و قلت في نفسي ( قبح الله أباك فكيف يسمي بدر السماء بهذا الاسم ( احزاني ) ثم بعد نصف ساعة , قالت ( أحزاني ) : سيدي ارجوك انا اشعر بالدوار اوقف السيارة , لم اتردد لحظة فأوقفت السيارة و قلت ل ( أحزاني ) ما بك , ثم فاجأتني ( أحزاني ) بأن راودتني عن نفسي و قالت : هيت لك , و لكني لم استعصم , و كان ما كان , ضاع كل شيئ و ضاعت فرح و قتلت ذكريات الافراح , ثم في اليوم التالي تزوجت ( أحزاني ) بشروطها القاسية كان اول شرطها ان تكون العصمة بيدها , ثم الشرط الثاني ان لا أرى فرح زوجني حبيبتي و لو ليوم واحد , و اشترطت شرطا اغرب من الشرطين قالت , أنا في غرفة و أنت في غرفة اخرى هكذا نعيش في بيت واحد , و لم استطع رفض اي من الشروط , كانت زوجتي ( أحزاني ) بارعة ايما براعة فقد تفننت في ان جعلتني انسى زوجتي حبيبتي ( فرح ) و أولادي , حتى جعلتني انسى اسم فرح الحبيبة التي احببتها حبا جما , احببت فرح اكثر من ذات الفرح لانها كانت هي الفرح , ذات يوم غافلت زوجتي ( أحزاني ) و اتفقت انا و زوجتي ( فرح ) ان ازورها في بيتنا ثم وصلت الى بيت غاليتي فرح , غلقت الابواب و قالت يا حبيبي : هيت لك , فهمت بي و ما هممت بها , ( لولا ) أن جاءت ( أحزاني ) كريح صرصر عاتية سخرتها السماء كي تقضى على لحظة فرح تمنيتها مع زوجتي حبيبتي ( فرح ) و لو ليوم واحد ,
ثم رجعت مع زوجتي ( أحزاني ) الى بيت الاحزان الابدية , مذبح ابتساماتي و مقبرة ضحكاتي , و ذاكرة الالم و الاحزان و خيبات الامل و طعنات الحبيب و الصديق
أرأيتم كيف أنا عاشق اتقن فن الحب و الغرام و تفانين العشاق بليل السهاد ارسم على جدار قلب كل عاشق قبلة دافئة كي أعلمهم فنون الحب ,
ألا سحقا لهذا الحب و الغرام الذي يجر على علي ويلات الهم و الغم و الحسرة و الحرمان من حضن حبيبتي ( فرح ) ألا قبح الله الغرام اذا لم بأت بالسعادة , ألا حرق الله كل معاني الحب ان لم تأت بقبلات ماطرة تدفئ القلب في صقيع ايام العتاب , أو قبلات ماطرة مثل نسيم عليل هب على العشاق في هجير الصحراء أيام تيه الوجد و الغرام و الصبابة .
يا أحزاني
أريد حريتي
أريد الطلاق
تحياتي و ورودي
محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق