الْمَوتُ والْميلاَدْ
============================
رأيتُ نفسي حاملاً نعشي وسائرٌ نحو القبورْ
كُنَّا في غبشةِ البكورْ
فلا حياةَ على الأرضْ
الكلُّ في هجعةِ النَّومِ الأخيرْ
سورُ المقابرِ يلوحُ مِنْ بعيدْ وسطَ الحقولْ
وقرصُ الشمسِ الذهبي يترنح ويُطلَُ وليداً على الوجوه
إنني أموتُ مع كل يومِ ميلادٍ جديدْ
ذلكَ هو المغزى العميقْ
وداعاً أيها الأحبابْ
وسطَ هذا الصمت صار الطريقُ بلا طريق
ويا ذئابَ البَّرْ
ويا عرائسَ البحرْ
وداعاً يا كل شيء
أعطيتُ ظهري للقبورْ
ناديتُ قلبي الجسورْ
أعلنتْ الرحلةُ ساعاتِ الأفولْ
وسمعتُ صوتاً يهمسُ في الخفاءْ
كأنَّ القمحَ يتكلمْ
ويتعجبْ
ويتألمْ
يمقتُ الهاربين مِنْ الحياة
حين تنعدمُ الإرادة
صرختُ حين وجدتُ نعشي يُسرقُ مني
ورأيتُ زحف المهانةِ على صدري
وتضاعفتْ قوتي
وزرعُ الحقولِ يرقبُ لهفتي
وأنا على وشك السقوط الأخيرْ
عندما يعزفُ الرصاصْ
ويموتُ الشموخُ في زمنِ الانكسارْ
بعد طولِ الانتظارْ
==================================
بقلمي / إبراهيم فاضل
==================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق