السبت، 30 مايو 2015

(( موقف متميز لسيدة سعودية من زوجها )) // بقلم الكاتب والباحث الدكتور / احمد القاسم // مجلة ~ فيتارة القلم الذهبى


موقف متميز لسيدة سعودية من زوجها
الكاتب والباحث الدكتور احمد القاسم
في برنامجه (المسامح كريم)، قدم الإعلامي اللبناني المشهور جورج قرداحي سيدة سعودية تدعى فاطمة، كعادته في برنامجه، حيث يتم حل مشاكل المختلفين بين المواطنين من كافة الدول العربية. في برنامجه هذه المرة، لم يكن هناك مشكلة يراد حلها كما توقع البعض من المشاهدين والمتابعين لهذا البرنامج، بل كان الموضوع هو رغبة سيدة سعودية أن تشكر زوجها بجزيل الشكر والامتنان، كونه وقف إلى جانبها متضامناً وداعماً ومساعداً لها، واعتبرت موقفه منها هذا هو سر نجاحها.
السيدة السعودية فاطمة تهوى مهنة التصوير، ومن ثم بتشجيع من زوجها، امتهنت هذه المهنة، وأصبحت مشهورة في بلدها ومنطقتها كالنار على علم واصبح يشار لها بالبنان، وهي تعزو سر نجاحها وتقدمها وتطورها للدعم الغير محدود من زوجها، وهي بالحقيقة لم تجد طريقة لكيفية التعبير لزوجها عن امتنانها لدعمه لها وشكره، فلم تجد من فرصة أفضل من برنامج جورج قرداحي (المسامح كريم) كي تشكر زوجها على الهواء مباشرة، تقديراً منها لجهوده نحوها ودعمه لها، على الرغم من أن الإعلامي اللبناني جورج قرداحي قال لها كان يمكنك شكره من قبلك مباشرة، دون الحاجة للجوء الي برنامجي، ولديك الكثير من الطرق للتعبير له عن حبك وتقديرك له وشكره، الا أنها قالت بان هذا لا يكفي بالنسبة لها، ولن (يفش غليلها) لما قدمه من دعم لها، سوى شكره والامتنان له على الهواء مباشرة، أمام الملأ وكان لها ما أرادت، وتم استضافتهما من قبل الإعلامي جورج قرداحي، حيث قامت بتقديم الشكر والامتنان لزوجها إمام آلاف المشاهدين في كافة الدول العربية.
هذا الموقف في العلاقات الزوجية ينم عن ثقافة ووعي كبير جداً، لأهمية التعاون بين الأزواج، خاصة الأزواج الذين دخلوا عش الزوجية، وما زالوا في بداية حياتهم الزوجية، ولديهم الكثير من الأحلام والطموحات، التي لم يتمكنوا من تحقيقها بعد والمضي بها قدما.
هذه الحادثة ما أحوج الأزواج للاقتداء بها، وتطبيقها بينهما في العلاقات الزوجية، سواء بادر الزوج او بادرت الزوجة للبدء والشكر والامتنان مقابل كل دعم واهتمام من احد الزوجين يكون له الأثر في تقدم ونجاح الطرف الآخر. وليس المهم الحضور إلى برنامج الإعلامي جورج قرداحي (المسامح كريم) للتعبير عن هذا الشكر والامتنان.
السيدة السعودية فاطمة، ليست ناقصة عقل ودين، وليست مجلبة للعار والفساد للرجل، كما يعتقد بعض الرجال الجهلة، فجميع الزوجات العربيات، يمكنهن أن يكن مثل فاطمة، وأن يحققن أعظم النجاحات، ويبدعن كثيراً في كافة المجالات، لو وقف أزواجهن إلى جانبهن داعمين وموجهين، والشد من أزرهن، وشحذ هممهن من اجل تحقيق أمنياتهن ورغباتهن وطموحاتهن، سواء في مجال التعليم او العمل او الفنون والأعمال الإبداعية والخلاقة، والمرأة العربية لديها القدرات والكفاءة الغير محدودة لتحقيق ذلك، لكنها تحتاج الى التشجيع والدعم والأخذ بيدها.
ألف ألف تحية للسيدة فاطمة لموقفها النبيل هذا، وعرفانها بجميل زوجها وشكره وامتنانها على ذلك، وألف ألف تحية لهذا الزوج المتفهم والمتحضر، الذي وقف إلى جانب زوجته، داعماً ومسانداً لها حتى حققت رغبتها، وأصبحت مصورة مشهورة ويشار لها بالبنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق