( سحر العيون .................. اطياف سحر حلال )
كنت اجلس بقربها , لا ادري , لماذا حينما احدق بعينيها , احس انني لا امتلك حتى نفسي , تلك العيون آسرة الى حد يفقدني الاحساس بدائرة الزمان و المكان , فقط كل ما أريده هو أن لا اببعد , فيصبح سقامي في البعاد , لا أستطيع ان اتوسلها ان تلزم المكان و لا تبرحه ابدا , لكن نظراتي الكسيرة هي من تتوسل تلك العيون التي تذبح ان ان نظرت الى عيوني و تذبح ايضا يوم تعرض عني و لكن الاعراض اشد و اقسى و مر كأنه العلقم , لا أستطيع ان ازيح ناظري عن عيونها , اشعر بالخجل الشديد من تلك العيون كأنه ما في الكون سواهما , لما احدق بهما ذاهلا شاردا في تلك العيون لا أقوى على الكلام او حتى الايماء او الاشارة باليد لاني يدي تكون كالمبتورة لا احس بها و لا بأي شيئ , فقط احيا حالة من المتعة و الذهول و السحر , لكن هذا السحر يقتل و يذبح , لانه جميل , و لانني مقتول مذبوح ابدا , ذات يوم قلت لها : لا أريد عيوني يا عيوني , قالت لي : لم يا صغيري , قلت لها : ما عدت اطيق أو احتمل ان احدق بعينينك الجميلتين الساحرتين صرت اتعب من السحر الذي فيهما , بعين ارى سما زعافا يذبحني يسرى في عروقي , لكن الترياق اراه في العين الاخرى توأم الجمال للعين الاولى يكملان بعضهما كما يكمل البدر من عرجون , ثم قالت : سأخبرك بسر يا ملاكي , قلت : و هل هناك يا نيران قلبي من سر غير سر هاتيك العيون , فهما مستودع اسرار عشقنا الابدي , قالت نعم هناك سر يا صغيري , قلت : بوحي به لروحي يا روحي , قالت : لم تكن عيناي بهذا الالق و الجمال , حينما رابتهما انت و صرت تحدق بهما كالطفل المشاكس , صارتا احلى و اجمل و ابهى , هما حلة سلطانية هما كنقش الحناء على يد الاميرة , يا أميري , عيناك يا فارسي هما من ايقظ الفتنة في عيوني فكلما تلاقت عيناي مع حدقات عينيك ازداد الضوء و البهاء و الضياء و النور , و صارت لعيني قدرات اضافية في غواية فارسي النبيل , فبنظرة واحدة يا صغيري تهيم انت تأتيني تتهادى بين ذراعي كطفل يطلب الرضا من امه بعد شقاوة , فتنام بعدما اهدهدك على صدري , ثم بعد ان تصحو تسألني بعد ان ترى الاطراف الناعسة الخجلى فتقول : كم لبثنا يا أميرتي , هنا عذوبة صوتك يا فارسي النبيل تخرس لساني الذي يلهج بها حبيبي لينطق نيابة عن لساني , شهد رضابي , شهد الرضاب و اقداحه هي من ستنبئك كم لبثت و كم لبث الهوى و الغرام , يا أغلى ما رأت عيناي من الانام
تحياتي و ورودي
محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق