ضاعت بلدي كلّ شىء فيه ولّى سراب
دائما يا أرضي منذ سنين تلبسين السّواد
هل آن الأوان أن تتعايشي مع حاضرك و تنسي قداسة و بطولات الآباء و الأجداد
كفاك حسرة تتعاقب الأجيال يموت الآب و يترك البنات و الأولاد
المحافظة علي الإرث و صيانته تبلع به المراد فتحافظ على قيم الأمجاد
بستاني بلدي غزاه الجراد فأتلف كلّ ثماره من يسكنه الآن في حداد
كلّ ثروته أفتّكت من الرّعية و أنتقلت للأسياد
ما بقي منه شىء يقتاته الرّضيع ليكبر ليصل إلى سنّ الرّشاد
ليعيش في بلدي الشّيوخ و الأسياد السّراق الفسّاد
و تبقى شجرتي بلا أغصان تثمر و بعد سنين بستاني يكون رمادا
لم نعد نعيش فصولا متوازنة فيها الثّرى و الشمس منذ أحقابا
شتاء دائم تعصف الرّياح بالأوراق و تكسّر الأغصان لتقتلع العروق من تحت التّراب
لتضيع بلدي و تبدّل شجراتها المباركة التّى كانت تنتج زيتا بأشجار الأعناب
و ترى سكّانها و جلاّديهم سكارى و يضيع كلّ شىء ليكون سرابا
بقلم ( الشاعر المختار السفاري)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق