الاثنين، 13 نوفمبر 2017

قصيدة/ بزينتها. ..الشاعر القدير/ علي حزين...المحررة ياسمينةالكاشف /تحياتي.
" بزينتها "
قصة قصيرة ..                                      بقلم / علي حزين / مصر
ثمّ شيءً ما بداخلي دفعني ,  قادني , بقوة إلي الذهاب .. تهيأت .. لبثت أجمل الثياب .. مشطت شعري .. وضعت الطيب .. لمعت حذائي .. وذهبت , مرغماً قادتني قدماي ..ومن حيث لا ادري.. إلي مكان الدعوة.. وبرغم علمي بأن الموقف صعب .. والمشهد الذي سأراه .. قد يسبب لي صدمة, ومع ذلك ذهبت.. وليس ثمّ شيئً برأسي يدور.. سوي التفكير في هذا المشهد الصادم .. والموقف الصعب الذي سأواجه .. وأسأله صعبة  مطروحة.. قد أتعرض إليها.. وعلامات  استفهام كبيرة..؟؟..أحاول أن أجيب عليها.. ولكن دون جدوى .. لماذا دعيت..؟. وماذا عسى أن افعل ..؟..حيال هذه الدعوة ..؟.. وماذا أصنع ..؟.. وهل سأتحمل ما سأراه ..؟.. وما الذي كان سيحدث ..؟.. لو لم ألبي تلك الدعوة الــ  ....؟ ." .
الحفل يعج بالمدعوين ..الأصوات تنبعث من كل جانب .. والمغني ينبعج صوته من بين أنغام الموسيقي الصاخبة.. أرسلت عيناي .. تتجول في المكان .. تخترق الصفوف .. وتمسح الوجوه .. تتخطي الرقاب .. عبثاً أبحث عنها .. في محاولة بائسة.. يائسة.. رميت بصري علي شاشات العرض الكبيرة..وذهبت خلف الكاميرا .. وأنا جالس في صمت .. مغيب عن الواقع .. لا أري .. ولا اسمع .. إلا ضحكاتها الحلوة .. وهي ترن في محيط أذني .. وتلك الكلمات التي قالتها ليّ في أخر حوار دار بيننا ...؟ .." منذ صغري وأنا أضع أمام عيني هدف معين .. ومبدأ واضح .. وهو ان الإنسان الذي يستطيع ان يصل قلبي عن طريق عقلي .. هو الذي سيكون شريك عمري ..".. بدأ علي الارتباك.. وحامل الكاميرا يقترب مني .. والناس ينظرون إلي.. وهو يلتهم وجهي.. بعدسة الكاميرا التي يحملها .. وقد تجهم الوجه .. وتقطب الجبين ..  واشتد به الغيظ .. والغضب بلغ ذروته .. بحثت عن ابتسامة أي ابتسامة .. لأضعها علي وجهي العابث .. الذي بدأ شاذاً وسط المدعوين .. وحتى لا تراني .. بهذه الصورة المهزوزة .. والتي لا أحب أن تراني بها.. اقترب مني أكثر.. وهو ينظر بابتسامة بلهاء .. فنظرت إليه .. وأنا أحاول أن انزع .. تلك البسمة التي علي وجهه ..لأضعها علي وجهي .. ولكني فشلت.. ثمّ شعور ما راح يداخلني.. وأحسست بأن كل من حولي يراقُبني .. وكأنهم يعرفون قصتي معها .. ها هي تظهر علي شاشات العرض أمامي ..بكامل زينتها.. وبفستانها الأبيض الطويل ..والطرحة قد علت رأسها .. وقد ازدادت جمالاً علي جمالها.. وبجوارها هذا الرجل , الغريب الذي لا اعرفه ولا أُريد أن اعرفه .. فقد أخذها مني ..وراح براقصها ..علي أنغام الموسيقي الصاخبة .. والناس حولهما يباركون .. يزغردون .. يصفقون .. ويرقصون  معهم .. لكم هي قاسية تلك اللحظات , وقاسمة .. وهي تمر علي لتقتلني ....." .
(( مميت أن تري حبيبة قلبك .. وقد امسكها غيرك .. وضمها لصدره ..علي مرأى  منك ومسمع من الجميع .. وهو يهمس لها .. ويضاحكها .. عيناه في عينيها.. ويداه في يديها .. وقد اقتربت منه أكثر, فأكثر.. وقد أحاطها بيديه )) ..  يا لهول اللحظة.. ووقع المشهد علي عيني.. وقلبي ..ونفسي ..أشعلت سيجارة .. وأخري ورائها .. وأخري , والحزن الشديد يعصرني .. يقتلني .. وعندما لم استطع أن أتحمل قمت في هدوء.. وانسحبت.. في صمت.. وانصرفت , مهزوماً , مكسوراُ .. دون أن يحس بي احد ... وأنا أُغالب دموعي ...  ومرارة الصبار .. وملح الأرض كلها في حلقي .. وصوتها يتردد في أذني .." منذ صغري . وأنا أضع أمام عيني .. هدف معين ....".. وأنا اردد بداخلي ...."  ليتني لم أراها ... وليت قلبي أحب سواها ... ! ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق