قصيدة بعنوان " لي حلمٌ يرفضُ أن ينام "
لي حلمٌ تثاءبَ حينَ رأى
عروستينِ عينيكِ باذختينِ في المنامْ
وقال تَعَلّمْ
بأنْ لا تُطعْ في شركِهما الكمنجاتْ
أراكِ حين أنساكِ في حلمٍ يرفضُ أن ينامْ
تُؤلبينَ عفويةَ الرمانِ ضدنا
وتشمِتين بالنايِ
إذا كسّرتْ شوكتَهُ العاصفة
ونكَّدَ عليه فرحتهُ الغمامْ
يا أيها الوجعُ الودودُ الولودُ
تَعَلّمْ كيف تستدينُ جرأةَ الخيزرانِ
لتمتحنَ قوة الهشاشةِ فيكَ يوم تُقصى
من جمهورية أحلامكْ
يوم تعيدُ النهرَ إلى سيرتهِ الأولى
في غيابِ السنونو و يوم تُنسى
و تستردُّ وسامةَ قلبكَ انتظرني
لكي أكملَ قهوتي و نسير معاً
وجعينِ واضحينِ في الزحامْ
لا نبيَّ لي قلتُ و لا عليَّ
سأعيدُ رسمكِ كما أظنُّ
أكانَ لابد من أن تشنقَ بعض الكلماتْ
لكي أرى أَرْكَانَةً تتلذذُ بظلها
و هو يتمددُ في كنفِ الظهيرةِ
تَعَلّمْ فعمرُ القمرْ ، يقاسُ بقامةِ الصنوبرِ
فكمْ شوكةٌ أوجعتْ حجرَا
و كمْ بحةُ نايٍ رقصتْ أفعى
فمن رفاتكْ، سيأخذ الصباحُ بعضاً من صفاتكْ
وكيفَ نصبحُ - رغم عُسر الولادةِ - نَحْنُ
وترينِ شاهقينِ قبل موعدنا يشهقانِ
كفنجانِ قهوةٍ من صُنعِ أمي إذا نَحِنُّ
تُذكرني القتاراتُ بأنْ لا مكانَ للمجازِ
تَعَلّمْ كيف تسمو بحلمكَ عالياً
فوق جرحٍ لا يئنُّ كالرخامْ
و أنت تُضحِكُ ضحاياكَ عن غير قصدْ
تَعَلّمْ كيف تصرخُ في وجهِ الصدى
لي حلمٌ يرفض أن ينامْ ، رأى
نادلتينِ عينيكِ تزأرانِ في وجهِ الظلامْ
تُقدمانِ النبيذَ لي بعد الصلاةِ
تَعَلّمْ أنْ ليسَ كل مُجَنَّحٍ طائرْ
و ليسَ كل لدغةٍ قاتلة
كن إبنَ من شئتَ إذاً
و تَعَلّمْ أن الراقدينَ فوق الترابْ
ربما تعودا على رتابةِ قيلولتِهم
أو قَنَطوا قليلاً من إعادةِ نفسِ الكلامْ
لكنهم أعادوا قراءة "المقدمة "
ليحرروا أغانيهم من فُسوقِ النهوند
ربما أعادوا وهجَ الهديلِ للحمامْ
الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز
- المغرب -