الأحد، 4 فبراير 2018

مقامة أدبية/ بقلم..الشاعرة القديرة/ هيام العماطوري...المحررةياسينةالكاشف/ تحياتي.
مقامة أدبية ...
ها قد شددنا الرّحال ..وقطعنا وهاد وجبال ..وسرنا في الدرب ..واستفحل فينا التعب ..رأينا في أسفارنا أمور تحدث دون سبب ...حتى وصلنا لحانة .. لنريح فيها الأبدان َ ...فوجدنا أربعة رجال جثثهم كبيرة ... ولله العجب يتربعون منضدة صغيرة ..صاح كبيرهم : أين الطعام يا ولد ..؟ والصغير ذاهلٌ جف ريقه في الحلق ِ وجمـّد ...وتلعثم بالقول وارتعد ...فألحقه بزعقة ٍ مدوية ٍ فرد : الطعام يا سيدي لم ينضج بعد ..وتململ الكبير و توعد ...إن لم تأتيني اطياب ألذه وأطيب ..فسوف أقطعك أرب .. بلع الخادم ريقه وارتعب ...قال له : يا سيدي النار تحتاج الحطب ....صرخ كبيرهم بسخرية  ويحك وهل تنصجه على اللهب  ؟؟ إني جائع ٌ يا قليل التهذيب والأدب ...هيا أذكي النار وقوداً وإلا مزقت أحشاؤك والقلب ... ذهب الغلام على عجل .. فلم يعي الدرب ...جلسنا في ركن  ٍ ..وطلبنا من النادل شربة ماء .. جائنا بقدح ٍ صغير ٍ على استحياء  ..وقال : يا سادة المعذرة لم تمطر السماء... مددت يدي له بالدراهم ٍ ...ففرح من هذا السخاء ...وهرول  إلينا بإبريق الفخار ... ماؤه عذب ٌ  زلال يروي الظمأ ...قليله كما الأنهار  ...
أكلنا خبزاً و زيتون  ... وحمدنا ربنا على كرمه الميمون . .
ثم طلبنا حجرة لننام ...فأتانا بعض الخُدّام ....يحملون رحالنا ...ويشيرون إلى الأمام ...
فكانت  حجرة واسعة ..رحبت بنا وعيونها دامعة ...تتساقط من عليائها فتات قشور واقعة ...
حمدنا الله على النعمة .. ونمنا ليلتنا دون نقمة ...فاستراحت الأبدان ...واستعدنا قوتنا والأمان ...
وبعدها خرجنا ننشد في سفرنا مدن وبلدان .....
سأكمل الرحلة ...فيما بعد ...وأخبركم ...كل ما كان ...عمتم مساءً  أيها الخلان ......
هيام حسن العماطوري /سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق