كأس النّوى
سقاني النّوى من كلِّ كأسٍ كأنّما
يَظلُّ فؤادي من لظى البُعدِ صاديا
مرارٌ هي الأكوابُ في مُرِّ غُصّةٍ
كأنّ مرارَ العيشِ صارَ دوائيا
وأرجعُ في ذكري إلى طَلِّ روضةٍ
بها حَمَلَت بالحبِّ من باتَ طاويا
فأبكي بذكراها على أُنسِ خُلَّةٍ
ولولا خَليَ الأُنسِ ما كنتُ باكيا
أُطَبِّبُ في دمعِ العيونِ مواجعًا
وأغسلُ مجروحًا فيَشفي جراحيا
وجوهٌ بهم روحُ الحياةِ لمَيّتٍ
إذا وصلَت عند المماتِ التّراقيا
فللهِ أيامٌ على الوصلِ والهوى
تُرَوّي ظَميَّ القلبِ إن ماتَ ظاميا
فلا تتركوني للقطيعةِ دانيًا
وخلّوا ودادي بالوصالِ مُدانيا
وجودوا على دَلِّ الأسيرِ بقيدِكم
ولا تعتقوني فالفِكاكُ دَهى بيا
عذابي كفى في البعدِ عنكم فقرّبوا
ويكفي بأنّ البعدَ كان عذابيا
أَخِلّاءُ قلبي هل تُراكُم نَسيتمُ
خليلَ سناكم أم تَركتُم خَواليا
وإنّي إذا نُسّيتُ نفسي ذكرتُكم
فهل تتركوني بعدما صرتُ خاليا
فحاليَ مكسورٌ ورفعي بضمِّكم
وإلا فراءُ الصّبرِ عَلَّت كما هيا
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق