---عباقرة ومجانين
ادركت مؤخرا بأن العبقريةهي نتاج جنون عقلي أو نفسي وطبعا هذه المقولة نسبية بعض الشيء نظرا لما شاب عباقرة الزمن من حالات جنون رافقت عمرهم الزمني وأثمرت نتاجا سطره التاريخ ومن مراجعة صفحاته نجد بأن الرسام الهولندي الشهير فان جوخ كان يعاني من امراض نفسية عديدة أدت به إلى الانتحار والذي هرب منها بادمانه المستمر على الكحول والرسم ---هذا الرسام الشهير كان مزاجي الفكر مشوش نفسيا لدرجة إنه قطع أذنه اليمنى ليقدمها لحبيبته ليكون مختلفا عن الآخرين في معاني العشق ----وكذلك الامر بالنسبة إلى الموسيقي العالمي بيتهوفن الذي صنع اجمل الالحان وصمم احلى الانغام كان يعاني أيضا من اضطراب نفسي كبير نظرا لقسوة والده التي سببت له فقدان في حاسة السمع ---فعبقريته الموسيقية كانت مرافقة لاكتئاب وحزن وظلام شديد يهرب منها إلى الخانات لاحتساء الكحول كعلاج لحالته النفسية---ولو سافرنا إلى الولايات المتحدة لزيارة حياة الرئيس الامريكي لينكولن لوجدناه في حالة حزن دائم ---تدفعه الى البكاء الفجائي دون سابق انذار أو مؤشرات لهذه الحالة وقد يعقبه ضحك ليواري به البكاء والحزن ---رئيس حزين مكتئب يعمل بجهد متواصل للهرب من حزن ذاته –رئيس استطاع أن يكتب مجد بلاده ---وفي فرنسا ايضا عباقرة ومجانين وا كثرهم جنونا ---تشارلز السادس الذي حكم بلاده لفترة جاوزت الاربعين عاما وهو في حالة اضطراب ونسيان وضياع فتراه في حالات معينة ينسى اسمه وعائلته وصفته وفي مرات أخرى تجده يرفض ان يستحم ا وان يغير ملابسه لكون جسده مصنوع من الزجاج مما يدفعه الى ضرورة المحافظة على نفسه –فهو يخشى تهشم ذاك الزجاج --ولكي يحافظ عليه كان لابد وأن يرتدي لباسا خاصا بهذا ولو سألنا انفسنا كيف استطاع ان يدير شؤون بلاده فأقول عباقرة ومجانين
وقبل أن اغلق بسمتي الصباحية هذه أود أن أشير إلى أن التاريخ مليء بصفحات من عباقرة الزمن لا يتسع المجال لسردها ويكفي أن ادلل الى نيوتن الذي كان يعاني من انفصام في الشخصية بحيث لا يستطيع احد أن يحاوره لفترة طويلة فهو حاد المزاج بتقلباته السريعة –سريع الانفعال والغضب يتكلم مع ذاته بصوت عالي وكأنه يقود نقاشات مع اشخاص متواجدين امامه وهم في الاصل غير منظورين لأحد –مجنون حقيقي وعبقري فذ في موضوع الاختراعات ويكفي قانون الجاذبية والحركة ليخلده التاريخ اسما لامعا في مجال الاختراعات
عبقرية ومجانين كيف يتحقق ذلك –كيف يتم الجمع بين الجنون والعبقرية----- فقد يكون هناك خيط رفيع يفصل ما بين العبقرية والجنون أو إن العبقرية تصل بأصحابها إلى خانة الجنون أمر لا يهمنا كثيرا في هذا المكان فالمهم بأننا لسنا مجانين وإلا كانت أوطاننا العربية بحاجة إلى تاريخ مشرق ---أو إن جنون العرب يختلف عن الغرب و يصل بأصحابه إلى مزابل التاريخ -------------
--------------صباح العبقرية
المحامية رسمية رفيق طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق