الأربعاء، 13 يوليو 2016

بسمة الصباح===== -------البخل ......بقلم المحامية رسمية رفيق طه



=====بسمة الصباح=====
-------البخل 
تناوله الكثير من الكتاب ومن اشهرهم الجاحظ وبقي ذاك الموضوع ملازما للحياة لأنه طبع مواكب للشخصية الإنسانية التي نمت على هرم من العوامل التي انتهت عنده بهذه الصفة وطبعا لن أزيد على من سبقني سوى إشارة صغيرة ندرجها برؤيتي من خلال الغوص في بحر الإنسان لمعرفة العوامل التي سببت حالة البخل وقبل هذا لا بد من تعريف عام لتلك الصفة 
وهي كلمة تقابل الكرم والجود وبالتالي هي الأنا السلبية والخوف والحرص الزائد على الملكية بشتى أنواعها نظرا لبواطن الجهل القائم على لذة الإستحوازوالسيطرة المادية لكل ما يقع تحت جنح الفرد وبعدم التفريط به لأي ظرف كان----هي حالة مرضية تصيب النفس بالخوف والقلق من المستقبل فيسعى صاحبها إلى خوض عملية الحرص ليتحول بعدها و في كثير من الأحيان إلى البخل وطبعا هي من الصفات السيئة التي تدفع بصاحبها إلى مصاف العبودية فيصبح عبدا لذاته ولغيره خانعا للجماد والمال فاقدا لمعاني الحب والعطاء والتضحية والكرامة –لأن هذه الصفة تصيب المشاعر والأحاسيس فتفقده كل القيم الإيجابية التي تبني جسورا من الروابط الجميلة مع الآخرين ----ولو سألنا عن السبب لتلك الصفة لوجدنا بأن سوء الظن بالله وعدم الإيمان به كقوة فاعلة للقدر هو العامل والمحرك لكل سلبيات الحياة التي تهدم عناصر الخير في الدنيا وبالتالي تحول الفرد إلى بوتقة من الخراب تنتهي به إلى أمراض نفسية تلازمه فيترجمه السلوك فعلا وعنوانا عما تختلجه النفس من حركة خيرة أو شريرة وفق رؤية فكرية يستمدها العقل من قيم ومفاهيم ذاتية يكتسبها خلال عمره من مصادر عدة أهمها البيئة الداخلية والخارجية والإستعداد النفسي –فالإنسان يولد ومعه فطرة الخير يولد بعقل خالٍ من ملفات الحياة التي تملأ خلال سنوات عمره بمفاهيم ومعاني تختلف من مكان لآخر ومن أسرة لغيرها حتى تتكون الحياة بأفراد يختلفون بالفكر والعقل -----وبما إن الإنسان فطر على الخير فهذا يدلنا على إننا صناع شر لبناء الخراب الذي يكون في النهاية مجموعة من الصفات بما فيها البخل والجبن والخوف وكل الصفات السلبية --- وفي أنفسكم أفلا تبصرون---صدق الخالق ----نحن من نهدم الإنسان بمجموعة من المفاهيم الخاطئة فلنتعلم كيف نبني العطاء ونشيد الحب حتى نتلافى صفة البخل التي تهدم بيوت العز والكرامة 
----------صباح الكرم 
المحامية رسمية رفيق طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق